"مع انتشار الفيروس المسمى كورونا، بدأ زوجي يتغير تجاهي، وشيئًا فشيئًا، بدأ يبتعد عني حتى أنه يرفض تقبيلي، ووصل الأمر حد أنه هجرني في السرير، ويرفض منحي حقوقي الشرعية، مدعيًا أنه يخشى انتقال المرض إليه، لأني كنت مررت بدور برد شديد، لكني والحمد لله شفيت منه تمامًا.. فهل بالفعل خشيته من الفيروس سبب بعده، أم أنه يتحجج ليبعد عني.. وكيف أعيده إلى حضن الزوجية"؟
قد يتصور البعض أن هذه الرسالة مضحكة، لكنه الضحك كالبكاء.. فالرجل ربما يخون زوجته خارج إطار الزوجية، وحينها يفعل كل ما يستطيع ومالا يستطيع، ثم يهجر زوجته ويتحجج بأمور ليس لها أساس من الحقيقة.
رفقًا بالزوجة
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟أغرب ما يفعله الرجل المتزوج هذه الأيام، أنه قد يفعل المستحيل لتدليل امرأة أجنبية عنه، وفي بيته حتى لا يتحدث مع امرأته، التي هي أولى بالمداعبات والتدليل، بل وينسى أن لها حقوق، أوجبها الشرع الحنيف، هذه الحقوق لابد أن يغلفها السكينة والمودة.
قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً » (الروم: 21)، لذا جاءت النصيحة النبوية مباشرة وواضحة وضوح الشمس، «رفقا بالقوارير».. وأيضًا أكد أنه لا يكرمهن إلا كريم ولا يؤذيهن إلا لئيم.
فإذا كنت عزيزي الرجل تريد أن تكون من الأكرمين فعليك بمعاملة زوجتك بطيب نفس وراحة وسكينة، التي أمرك الله ونبيه صلى الله عليه وسلم بها.. أما إذا كنت العكس فاستمر، لكن اعلم أن النتيجة غير مبشرة.
حقوقك وحقوقها
كل الأزواج تتحدث عن حقوقهم الشرعية، ويطالبون دائمًا بتنفيذها دون نقاش، لكن حينما تحدثهم عن حقوق الزوجة الشرعية، تراه يتهرب، ويتصور أنها ليست بلا حقوق، وهذا من عجيب هذا الزمان.
فإذا كانت المرأة مأمورة أن تترك كل ما بيدها وتأتيك لتعطيك حقوقك الشرعية في أي وقت تريد، فأنت أيضًا مطالب بأن تحسن معاشرتها، ولا تسيء لها، وأن تمنحها ما يكفي شهوتها ولذتها، وإلا ما دورك؟.. وكيف تكون رجل البيت إذا كنت تمتنع عن دورك الأساسي؟!
يقول المولى عز وجل يوضح ذلك: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ » (البقرة: 228)، وهو ما أكده أيضًا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كما عند الترمذي: «ألا إن لكم على نسائكم حقًا، ولنسائكم عليكم حقًا».