يقول بعض العلماء إنه يجوز لكل من الزوجين أن يستمتع بجميع بدن الآخر، وأن ينظر إليه ويمسه حتى الفرج ، قال الله تعالى : {هنلباس لكم وأنتم لباس لهن}[البقرة:187] .
وأضافوا أن مداعبة الزوج لزوجته فهو واحدمن أمرين : إما أن يكون ذلك عن طريق ملامسة حلقة الدبر ، وإما أن يكون عن طريق إيلاجالإصبع .
اظهار أخبار متعلقة
فأما عن الملامسة لحلقة الدبر بالإصبع فلا حرج في ذلك بحد قول الكثير ، ولكن البعد عن ذلك أولى لعدم الانسياق لما وراءه .
وأما عن إيلاج الإصبع في الدبر فيمنع ،وذلك لأمور :
1- الدبر هو محل النجاسة المغلظة .
2- من علل منع الوطء في الدبر ملاقاة العضو للنجاسةالمغلظة ، وكذلك إدخال الاصبع فيه ملامسة لعين النجاسة المغلظة بغير حاجة .
3- إن هذا الفعل مما تأنف منه الفطر السليمة والأذواقالمستقيمة ، وإنما هو تقليد أعمى لمن انتكست فطرهم ، وتبلدت أذواقهم ، وجعلوا كل همهمإشباع شهوتهم الحيوانية غير مراعين أدبا ولا خلقا ولا طهارة . فأراهم هواهم حسنا ماليس بالحسن .
اقرأ أيضا:
حتى لا تكون مثارًا للشبهات.. موقف للنبي يعلمك الابتعاد عن الريبة والاستبراء للعرض 4- إن استمرار ذلك الفعل والمداومة عليه قد يجرالفاعل إلى ما هو أشنع وهو الوطء في الدبر، وتلك عادة من يتبع هواه في كل ما يزينهله فإنه يتدرج لإيقاعه في الأمور العظام بتزيين ما هو أخف ، ثم الانتقال به شيئا فشيئاحتى يوبقه ويقع في اللوطية الصغرى ( وطء المرأة في دبرها ) ، وقد ضرب النبي صلى اللهعليه وسلم لذلك مثلا جليا جليلا فقال : «إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّن وبينهمامشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهاتوقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألاوإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسدالجسد كله ألا وهي القلب» .
اقرأ أيضا:
كيف تكتشف نواياك السوداء؟.. تعرف عليها من خلال هذه الأشياء 5- من حكمة الله تعالى أنه إذا حرم شيئا ( الوطء في الدبر ) حرم الأسباب المفضية إليه لما يؤدي إليه الوقوع في أسباب ومقدمات المحرم
من تمكن تعلق القلب به بصورة تجعل الإنسان يعيش صراعا نفسيا قويا بين الوقوع في المنكرأو عذاب النفس بالوقوف في وسط الطريق فلا هو بالتارك للمحرم السليم القلب بالبعد عنه، ولا هو بالواقع فيه المحقق لرغبة النفس الأمارة بالسوء ، والغالب في حال مثل هذاأن يقع فيما ظن أنه لن يقع فيه من الكبائر المهلكة للإنسان المفسدة عليه أمر دينه ودنياهالمنغصة عليه حياته الماحقة للبركة في ماله وولده جزاء وفاقا لبعده عن ربه وانتهاكهلحرماته واستهانته بمقام نظره إليه واطلاعه على حاله ، والعاقل من الناس هو من لا يتساهلفي أمور تؤدي به إلى كوارث حقيقية في دينه الذي هو رأس ماله قبل دنياه .