مشكلتي هي "حياتي"، فأنا منذ فترة طويلة أعيش حياة "ملخبطة"، ليس لدي قدرة على اتخاذ قرار، ولا القيام بعمل، وكل ما أفعله أنني أتناول الطعام وأنام وأشاهد التلفاز!
" نفسيتي " سيئة للغاية، حياتي متوقفة، خائفة أن أقوم بأي عمل فأفشل، وأشعر أن صحتي متدهورة، فهل ممكن ربنا " يسحب " من الناس حياتها هكذا؟! هل ممكن أكمل حياتي بهذا الشكل؟!
أشعر باليأس من كل شيء، الدنيا أصبحت صعبة ومتعبة، أنا أصبحت فاقدة للقدرة على تحمل أي ضغوط، أصبحت أبحث عن الأطباء في كل التخصصات نفسية وجسدية، وأتناول الأدوية، ولا زلت في الحالة نفسها، هل من الممكن أن يكون هذا عقاب من الله؟!
أنا حائرة وخائفة من كل شيء، خائفة أستقبل " عرسان " أو أعود للعمل، لا أعرف كيف صرت هكذا، وما مصيري؟!
مها- مصر
الرد:
مرحبًا بك عزيزتي مها، أسال الله لك تفريج الكرب وزوال الهم، وكنت أود لو ألحقت رسالتك بتفاصيل عن العلاج النفسي والتشخيص، فما تحكينه يشير إلى "اكتئاب"، فهل هو كذلك؟ هل شخص الطبيب النفسي الأمر هكذا وهل تتناولين عقاقير معالجة؟ هل جربت العلاج السلوكي المعرفي مع معالج نفسي؟! هل جربت الالتحاق بمجموعة دعم ومساندة therapy groups وهي شكل من أشكال العلاج النفسي حيث يتعلم المشاركون - ويكون عددهم في العادة ما بين 8 إلى 15 شخصًا- شيئا جديدا حول أنفسهم من خلال تفاعلهم مع بعضهم البعض، واستخدامهم لردود الفعل، وحل المشكلات، وتمثيل الأدوار لاكتساب نظرة ثاقبة تجاه أنفسهم، وتجاه الآخرين وتجاه المجموعة ذاتها، ويتم ذلك تحت اشراف مرشد نفسي أو ميسر مجموعات، تتعلمين تحقيق تقدير الذات، وإعادة الثقة فيها، والخروج من العزلة والعودة إلى التفاعل في العلاقات ولكن بشكل "صحي".
ما أراه يا عزيزتي أنك بحاجة إلى "التبصر" بحقيقة ذاتك، والمشكلات التي تعانين منها والأسباب الكامنة وراء السلوك لديك في حياتك ، و" التطهر" من الاضطراب العاطفي الذي تعانين منه، والمشاعر السلبية التي خلفتها أحداث مؤذية لك في الحياة أسفرت عن كل هذا التعب النفسي، وسيفيدك العلاج النفسي الجماعي في ذلك كثيرًا، أنت بحاجة ماسة لهذه المجموعة الآمنة يا عزيزتي وسيدلك عليها معالج نفسي وما أكثرهم الآن فبادري بالالتحاق، واستعيني بالله ولا تعجزي، ولا يلبسن الشيطان عليك الأمر، فالله سبحانه هو الرحيم واللطيف بعباده، هو الذي يتوب على العبد ولو بلغت ذنوبه عنان السماء، فارفقي بنفسك، وارحمي من رحمها الله سبحانه وبحمده، اطردي للأبد فكرة أن الله يعاقبك، وافعلي ما أشرت به عليك، وأبشري.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟طريقة إيمانية للتغلب على اليأس والإحباط
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن أكبر الأزمات التي أصبحت سمة عامة بين الناس في الوقت الراهن، هي انتشار الإحباط واليأس.
وأضاف "خالد" خلال برنامجه "الإيمان والعصر"، أن هناك مبدأ إيماني للقضاء على الشعور بالإحباط، ألا وهو ترديد عبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله، مؤكدًا أن هذه العبارة تعد دواءً لـ 99 داءً، أبرزهم الشهور بالهم.
وأوضح كيفية سير الإنسان في حياته معتمدًا على هذا المبدأ، قائلا: "يجب العمل بكل قوة وجهد وعرق وإبداع، على أن يخرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته.. لاحول عن كل معوق في الحياة إلا بالله.. لاقوة على كل نجاح وإنجاز إلا بالله".
وتابع: "لاحول ولاقوة إلا بالله، هي قوة دفع للأمام ضد الإحباط واليأس، وتجعل الإنسان يرى الحقيقة واضحة وليس الوهم، وهو أن الكون ملك الله فلماذا اليأس".
وأضاف خالد محفزًا كل مصاب باليأس والإحباط: "حتى لو كنت ترى الواقع صعبًا، وأن طاقتك لها حدود ونهاية، ضع هذا المبدأ نصب عينيك، واستعن بحول الله وقوته، فالله عز وجل قال (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)، فكلما عملت زادك طاقة وجهدًا، وحول الله وقوته طاقة لا نهاية لها".