أخبار

مشيمة الماعز تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي

عصير يساعد على اختفاء دهون البطن خلال أسبوع

لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقة

تتبع خطوات الشيطان بمواقع التواصل حتى الوقوع في فاحشة الزنا.. كيف تتجنبه وتتوب منه؟

إذا أردت أن تكون من أطول الناس أعناقًا يوم القيامة.. سارع إلى أداء الأذان

دعاء لجبر خاطر المحزون والمهموم

مصاحبة الأبناء.. ضرورة اجتماعية تحميهم من المخاطر.. هذه وسائلها

عقوبة مجتمعية لدفع أذى الجار.. هذا ما فعله النبي

نوادر البخلاء .. أغرب وأعجب الحكايات عن فعل "الديك مع الدجاجة"

البكاء من خشية الله يزيل صدأ القلوب ويرققها.. هذه فضائله

في صناعة الأمل.. تعلم من الأنبياء كيف تغلبوا على المحن

بقلم | superadmin | الاربعاء 13 يونيو 2018 - 01:24 م

كثيرُ من الناس باتوا يتقنون تصدير التشاؤم إلى الآخرين، وقليل هؤلاء الذين يتعبّدون لله تعالى بصناعة الأمل في القلوب. ولسان حالهم في حركتهم وكلامهم: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87] وسمت حركاتهم بين الخلق: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 13]..


فمن المؤكد أن الأنفس المهزوزة والأيدي المرتعشة لا تقوى على البناء ولا تصنع حضارة ولا تشيد مجدًا.. ولذلك بات من المحتم في هذا الزمان صناعة الأمل وزرع التفاؤل برؤية واقعية من الإيمان واليقين بالله، مهما كانت طبيعة الدنيا التي نحياها الابتلاءات وكثرة المشكلات؛ لأن الله عز وجل بالأساس خلق الإنسان في تعب ومشقة؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4].

محاولات لا تعرف اليأس 


غير أنّ السائر إلى الله تعالى لا يضيق صدره بطبيعة الحياة فيتألم أو ييأس من روح الله ورحماته؛ لأنه مؤمن بأنّ الأقدار والكون بيد الله تعالى، وعليه تزداد ثقته ويقينه في ربّه، كما تزداد همّته في العمل لصالح الدين والدنيا على السواء.. فحين اشتدَّت الهموم على الصحابة في بداية الدعوة الإسلامية لجأ أحدهم إلى القائد القدوة والداعية الأول (رسول الله) يشكو هَمَّه ويبثّ تخوفاته ويرصد له نفسيّة الكثير من أصحابه في وقت اشتدّ بهم الأذى والعنت والمشقة وهم لا زالوا في بداية طريق الدعوة.


فإذ بالداعية الأوّل يرسم له خريطةً ذهنيّة قد اشتملت على صورة من الماضي ترتبط بالحاضر وصورة من المستقبل الباهر القريب، فقال لصاحبه الخبَّاب يومهَا: (قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ) [رواه البخاري في الصحيح]..


وحين وصل سراقة بن مالك إلى الرسول عند غار ثور وكاد أن يفشي سرّه، يعده النبي بسوار كسرى -مما يعد مستحيلا في ظننا وقتها- غير أنّ الله حقق له ذلك، حتى بعد موته عليه الصلاة والسلام.


وحين اعترض الصحابةَ صخرةٌ كبيرة عند حفر الخندق، حمل فأسه الشـريف، وأخذ يبث الأمل في النفوس المؤمنة، وتسمع الجموع صيحات التكبير والتفاؤل (الله أكبر) ويبشِّـر بفتح الشام واليمن وفارس... وهو المُحاصَر حينها من الأحزاب.. إنها رسالة إلينا جميعًا بأن نكون أقوى وأشد عند المشكلات والضيق والابتلاءات.


إنّنا حين ننظر إلى نبيّ الله يوسف نجده وقد أحاطت به المِحن من كل جانب، ولا يخرج من حفرة إلا وتجده قد وقع في حفرةٍ أعمق وألمٍ أشدّ.. فها هو يتنقّل من رؤيا منامية فيها بشـرى إلى محنة الغيرة والحسد الأخوي عليه، من رفقة أبيه وأهله إلى بئر عميق مظلم كاد أن يموت فيه لولا عناية الله، من إنقاذه إلى بيعه عبدًا رقيقًا في مصـر، ثم إلى المعيشة في بيت عزيز مصر، ومن المعيشة الهانئة إلى الإغراء والإغواء الفردي المباشر من امرأة العزيز، مِن شهادة شاهد من أهلها ببراءته إلى مراودة نسوة المدينة له، من الهناءة الظاهرة إلى الأسْر والسّجن، من باطن السجن والحرمان من لقاء الجماهير إلى دعوة فردية داخل السجن وهداية الناس على يديه وتفسير رؤيا الملك حتى البراءة الواضحة والخروج من السجن إلى الملك، ومِن المُلك إلى حرب نفسية في مشاعره نحو إخوته الذين آذوه وفرّقوا بينه وبين أبيه وأخيه.


فأننا بعد ذلك كله يمكن أن نُلخَّص قصة نبي الله يوسف في آية واحدة بل نهي واحد ورد في سورة الكريم يوسف؟ ألا وهي: (ولا تيأسوا).. يقول الله تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] قالها يعقوب وهو الذي فقد ابنه الحبيب، وفقد ابنه الآخر، وفقد عيناه، وفقد وحدة أبنائه ومحبتهم لبعضهم، قالها وهو يثق في أنّ الله لن يخذله.

اقرأ أيضا:

هل يرد جميع الخلق "المؤمن والكافر" على النار يوم القيامة؟ (الشعراوي يجيب)

فتى الأخدود



فعلى من ييأس أن يتذكر فتى الأخدود وما حدث معه من ابتلاءات وصلت حد قتل 13 ألف من أهل قريته، إلا أنه صبر حتى نصـر الله به دعوة الحق وقضـى به على دعوة الباطل والظلم.. وعليه أن يتذكر أيوب عليه السلام، وقد اشتد به المرض زمنًا طويلا: ثم شكا إلى المولى ففرَّج عنه وعافاه.. وعليه أيضًا أن يتذكر سيدنا يونس عليه السلام، وقد رقد في مكان لم يصل إليه غيره "بطن الحوت"، فعافاه الله من أن يهشم له الحوت عظمًا أو يأكل له لحمًا.. وأن يتذكر سيدنا زكريّا عليه السلام، كبير السّن وقد أصاب زوجه العقم، غير أنه صبر ودعا الله فرزقه بالولد.


قد يقول البعض، هؤلاء أنبياء، وتلك معجزات.. غير أنه ومن عافاهم جميعًا، أليس هو الله عز وجل، وهو موجود في كل عصر وزمان وقادر على إحداث التغيير في حياة الجميع في أي وقت.. فقط نتوكل عليه ونجتهد ما بوسعنا وهو عليه كل العطاء والمنح.


يقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111] استفد من نبي الله موسى حين التقى الجمعان وباتت نبرات اليأس تتناقل في الأرجاء (إنّا لمُدركون) فقل بنفس راضية وبقلب قوي: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}. واقرأ سيرة حبيبك المصطفى ستجد الشفاء والدواء.


فمن رضي بالله ربًّا أيقن أنّه حكيم في قضائه وقدره، وأنه ما ابتلى أو أخّر نصرًا إلا لحكمة، قال تعالى: {مَا كَانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179].. يقين يقودك إلى حُسْن الظنّ به يزع الأمل في قلبك ويزيل آثار اليأس والتشاؤم. يقين يجعلك ترى من باطن الشدة فرجًا، ومع العسر يُسرًا، وتشمّ رائحة الخير من باطن الشـرّ، قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216].


فن صناعة الأمل


صناعة الأمل لاشك هي فن لا يتقنه إلا بعض الناس فقط، وهو عمل ليس بالسهل اليسير، كما أنه ليس بالصعب العسير، بل يقوم على نظرة تفاؤلية إيجابية للحياة.


فلقد حرم الله تعالى اليأس واعتبره قرين الكفر، فقال تعالى: « وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ » (يوسف: 87).. كما ندد بالقنوط واعتبره قرين الضلال، فقال تعالى: « قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ » (الحجر: 56).


وأجمع العلماء أنهما من الكبائر، بل أشد تحريمًا، وجعلهما القرطبي في الكبائر بعد الشرك من حيث الترتيب؛ قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (الكبائر أربع: الإشراك بالله، والقنوط من رحمة الله، واليأْس من روح الله، والأمن من مكر الله). وقال العدوي: (الإياس من الكبائر).


واليأس عكس الأمل، وفيه سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى، فقال تعالى: « وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا » (الإسراء: 83)، لأنه سبب لفساد القلب، قال ابن القيم وهو يعدد الكبائر: (الكبائر:.. القنوط من رحمة الله، واليأْس من روح الله..، وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريمًا من الزنا، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن).


 أما مع الأمل، فإن كل صعب يهون، ولقد عاب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على الذين ينفرون الناس، ويضعون الناس في موقع الدونية والهزيمة النفسية، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا قال الرجل: هلَك الناس، فهو أهلكهم».


فالأمل هو الشعاع الذي ينير الطريق ويبدد الظلام.. وإن شئت فقل فهو الإيمان بنصر الله: « يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ » (الروم:5، 6).. فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام فقد صار شيخًا كبيرًا ولم يرزق بولد لكنه لم ييأس من فضل الله عز وجل، وما ذلك إلا لحسن ظنه بالله، قال تعالى يوضح ذلك: « رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ » (الصافات: 100)، فاستجابَ له ربه ووهب له إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.


وهذا نبي الله موسى عليه السلام، حين يسري بقومه لينجو بهم من فرعون وجنوده، لكن الله ينجيه: « فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ » (الشعراء:60، 61).. وأي إدراك أكثر من هذا؟ البحر من أمامهم والعدو من ورائهم! بيد أن موسى لم يفزع ولم ييئس، بل قال: « كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ » (الشعراء: 62)، إلا أنه لم يضيع أمله، « فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ » (الشعراء: 63 - 67).


وهذا نبي الله يعقوب عليه السلام، يفقد ابنه يوسف 40 عاما، ثم أخاه بنيامين، لكنه لم ييأس، قال تعالى: « فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ » (يوسف: 83).. وما أجمله حين تأتيه الثقة من الله عز وجل: « يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ » (يوسف: 87).


وهذا نبي الله زكريا عليه السلام قال تعالى: « ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا » (مريم: 2 - 6)، آمل في الله فأعطاه الله عز وجل ما أراد، فعلى كل مسلم ألا ييأس من روح الله مهما كانت الظروف.

الكلمات المفتاحية

فتى الأخدود فن صناعة الأمل كيف تغلب الأنبياء على المحن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثيرُ من الناس باتوا يتقنون تصدير التشاؤم إلى الآخرين، وقليل هؤلاء الذين يتعبّدون لله تعالى بصناعة الأمل في القلوب. ولسان حالهم في حركتهم وكلامهم: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87] وسمت حركاتهم بين الخلق: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 13]..