حق المسلم على أخيه... روابط الإيمان وأسس المجتمع المتماسك.. تعرف عليه
بقلم |
فريق التحرير |
الاربعاء 16 يوليو 2025 - 08:12 ص
في زمن كثرت فيه التحديات الاجتماعية وتفككت فيه بعض الروابط الإنسانية، تبرز تعاليم الإسلام خالدة، تؤكد على أهمية الأخوّة بين المسلمين، وحقوق كل مسلم على أخيه، التي تُعدّ أساسًا في بناء مجتمع متراحم ومتعاون، يعمّه الأمن والتكافل.
الإسلام دين الأخوّة والتكافل
جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّته، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتّبعْه" [رواه مسلم].
هذه الحقوق الستة لا تقتصر على المجاملة، بل هي مظاهر عملية لأخوة إيمانية تتجلى في كل لحظة من لحظات الحياة.
السلام.. مفتاح المحبة
إلقاء السلام بين المسلمين ليس مجرد عادة، بل عبادة تُورث المحبة في القلوب، كما جاء في الحديث: "أفشوا السلام بينكم". فالكلمة الطيبة تفتح القلوب وتُذهب الجفوة.
تلبية الدعوة وزيارة المريض
من صور التراحم الاجتماعي، أن يحرص المسلم على تلبية دعوة أخيه، وزيارته عند مرضه، مما يعزز أواصر القرب والمحبة، ويجعل المسلم يشعر بأنه ليس وحيدًا في أوقاته العصيبة.
النصح الصادق والتشميت والمتابعة
كما يشمل حق المسلم أن يُنصح بإخلاص عند طلبه المشورة، وألا يُترك دون مؤازرة في فرحه أو حزنه. فتشميت العاطس ودعاء الخير له، ومواساة أهل الميت في الجنازة، كلها مواقف تُجسّد المعنى الحقيقي للأخوّة.
نموذج حيّ من حياة الصحابة
لقد جسّد الصحابة هذه المعاني أروع تجسيد، فكانوا يتفقدون بعضهم في السراء والضراء، ويتعاملون كالجسد الواحد. فعنهم قال النبي ﷺ: "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" [متفق عليه].
دعوة للتطبيق
إن تفعيل هذه الحقوق في واقعنا المعاصر كفيل ببناء مجتمع متماسك، ينشر السلام، ويقلل من الخلافات، ويزرع الحب بين الناس. فلا يكفي أن نعلم بهذه الحقوق، بل يجب أن نعيشها ونعلمها لأبنائنا.