إن مما امتاز به ديننا الحنيف دين الإسلام أنه يدعو إلى السلام والمسالمة ولا يرغب في العنف وبل يعمل على إزالة جميع أوجه الكره والبغضاء حتى يصير الناس أمة متحابة.
السلام شعار الإسلام
فالسلام شعار دين الإسلام، وهو من الحقوق المشتركة بين كل المسلمين.
وقال الإمام النووي: معنى قوله: "تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"، تسلم على من لقيته، ولا تخص ذلك بمن تعرف".
مشروعية السلام:
لا يخفى أن الإسلام والسلام كلمتان متشابهتان في المعنى والمبنى وهذا يدلعلى منزلة السلام في الإسلام ولهذا فقد شرع السلام تطمينا للجانب الآخر فانت حين تقابل غيرك من المسلمين وتقول له : السلام عليكم كأنك رفعت له راية الأمان فهو يأمن تعاملك وهو حين يرد عليك يقبل هذا الأمان منك وبهذا تصير العلاقة أمنا وأمانا.
ولقد رغب الرسول الكريم في هذا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) [رواه مسلم].
السلامة حق أصيل:
والسلام ليس حق للغير عليك فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم ست. قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)[رواه مسلم].
السلام سبب في زيادة الأجر والثواب:
وبمجرد لقياك أخاك وتسلم عليه تكون بهذا ف4قط قد حصلت خيرا كثير؛ فإفشاء السلام من خير خصال الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: (أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)[رواه البخاري]، فبذل السلام على من تعرفه ومن لا تعرفه يُزيل الوحشة، ويُبعد المرء عن الخصال المذمومة من الكبر والاحتقار ونحوهما، وهو سبب في زيادة الأجر والثواب، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه السلام ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ثلاثون) [رواه الطبراني].