بقلم |
فريق التحرير |
السبت 18 نوفمبر 2023 - 11:50 م
جاءت أحاديث كثيرة تثبت نصرة المظلوم والوقوف فى صف الضعيف واخذ الحق له ممن اعتدى عليه ومن هذه ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (لما رجع مهاجرو البحر (الحبشة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟! قال فتية منهم: بلى يا رسول الله! بينما نحن جلوس، إذ مرت عجوز مِن عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قُلَّةً مِنْ ماء، فقام إليها فتىً مِنْ فِتْيانهم فوضع إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت (وقعت) على ركبتيها، فانكسرت قلتُها، فلما ارتفعت، التفتت إليه فقالت: سوف تعلم، يا غُدر (يا غادر، يا ظالم)، إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف يكون أمري وأمرك عنده غداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت.. صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم مِن شديدهم ؟!) رواه ابن ماجه. قال السِّندي: (يقدِّس الله) أي: يُطَهِّرهم من الدَّنس والآثام "، وقال المناوي: "(كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم): استخبار فيه إنكار وتعجُّب، أي: أخبروني كيف يُطهِّر الله قومًا لا ينصرون العاجز الضَّعيف على الظَّالم القويِّ، مع تمكُّنهم من ذلك؟! أي: لا يطهِّرهم الله أبدًا، فما أعجب حالكم إن ظننتم أنَّكم مع تماديكم في ذلك يُطهِّركم!".
الله فى صف الضعيف ينصره ويؤجره: والله تغالى فى صف الضعفاء ينصرهم ويأجرهم فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِن خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ، أَبَا مَسْعود،لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْك مِنْكَ عليه، فَالْتَفَتُّ فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: يا رسول الله، هو حُرٌّ لِوَجْهِ الله، فقال: أَما لو لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ ـ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّار ـ) رواه مسلم. قال الهروي: "(أمَا): بالتخفيف للتنبيه (لو لم تفعل): أي لو ما فعلتَ ما فعلتَ مِنَ الإعتاق (للفحتك النار): أي أحرقتك (لمستك النار): أي أصابتك إن ضربته ظلما ولم يعف عنك. قال النووي: فيه الحث على الرفق بالمماليك وحُسْن صحبتهم، وأجمع المسلمون على أن عتقه هذا ليس واجبا، وإنما هو مندوب وجاء كفارة ذنبه فيه، وإزالة إثم ظلمه عنه".