غريبة هذه الدنيا، قليل فيها من يحسن التصرف، فترى البعض يشكو من قلة الرزق، وهو لا يعرف الطرق التي توصله إلى زيادته، ومنها الاستغفار لقوله تعالى: «{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) » ( نوح ).
ومنها أيضًا الاستيقاظ مبكرًا، فقد روى الأربعة عن صَخْرٍ الغَامِدِيِّ رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: « اللهمَّ بارك لأُمتي في بُكُورها»، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا؛ بعثهم من أول النهار».
لذلك يقول العلماء إن الأربعة التي تمنع الرزق تتمثل في (نوم الصبح، ووقلة الاستغفار، وقلة الصلاة، والكسل)، فراجع نفسك في هذه الأمور، إذا كنت تشتكي ضيق الرزق.
في المقابل، هناك أربعة تجلب الرزق، وهم (قيام الليل، والصدقة، وكثرة الاستغفار، والذكر)، يقول سبحانه وتعالى: «مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»، (سورة البقرة: 245)، وفيها يقول المفسرون هذه إشارة واضحة وصريحة إلى أن الصدقة ترجع لصاحبها حقيقة، ناهيك عن الأجر، حيث سماها "قَرْضا"، والقرض حقه السداد، والمقترض هو الله سبحانه ولا أحد أوفى منه.
كذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «إن لله أقوماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «ثلاث أقسم عليهن أو أحلف عليهن... - وذكر - ما نقصت صدقة من مال»، فلو علم الإنسان ذلك ما تأخر عنها وبالتالي زاد رزقه ورفع الله عنه أي بلاء مهما كان.
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلأيضًا هناك أربعة تهدم البدن، وهم (الهم، والحزن، والجوع، والسهر)، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله عز وجل قائلا: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
أيضًا هناك أربعة تفقدك قيمتك بين الناس، وهم (كثرة الكلام، وكثرة الشكوى، وكثرة الكذب، والنميمة)، بينما هناك أربعة تجعلك في أحسن حالة (انسى الماضي، ولا تتوقع المجهول، وعش حاضرك، واحتفظ بمن يحبك)، فيما هناك أربعة كذابين لا تصدقهم: (الخوف، والقلق، والوسواس، والاكتئاب).
وتوكل على الله في كل شيء، فهو حسبك، يقول تعالى: « الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ » سورة آل عمران : 173 – 174 ).