ليس معنى أنك تفعل معروفًا أو توفق لطاعة أنك قريب من الله فهذه البداية يتبعها خطوات ينبغي على المسلم أن يحرص عليه فغن فعلها ففيه دليل على انه موفق للطاعة وأن الله قد رضي عنه... والتوفيق فضل من الله عل عباده وله دلالات كثيرة يدرك بها العبد أن الله قد رضي عنه ومن هذه العلامات منها:
التوفيق للطاعة:
التوفيق للطاعة يكون بداية وأمارة أنك على الطريق الصحيح وعليك بتجديد النية والإكثار من الطاعات فمن يوفق للأعمال الصالحة من صلوات وصيام وحج وجهاد، ومساعدة المحتاجين، وإعانة الضعفاء يستبشر بالخير في حديث أبي بكرة: (أن رجلاً قال: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: من طال عمره وحسن عمله).
الدعوة للخير:
أيضا أن يوفق لنشر الخير والدعوة إليه فهو دليل محبة الله لعبده ان يوفقه لدعوته: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فصلت: 33).
معاتبة النفس وتهذيبها:
أيضا أن تكون لائما لنفسك إن أخطأت معاتبا لها مهذبا إياها كما روي عنه صلى الله عليه وسلم: (الكيِّسُ مَن دان نفسَه) أي حاسبها (وعمِل لما بعد الموت)(رواه أحمد والترمذي)، وقال عمر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية.
تعلق القلب بالله:
ومن علامات رضا الله على عبده أيضًا أن يكون القلب متعلق بالله وحبا له يرغب في الطاعة ويكره المعصية وبهذا يكون من المتقين {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ له مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه}.
ألا تشغل الدنيا عن الآخرة:
ألا ينشغل بالدنيا وتحصيل المال فقد الذي يلهيه عن الطاعة وطلب الآخرة قال صلى الله عليه وسلم: (من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ له)(صحيح الترمذي).
قضاء حوائج الناس:
السعي في قضاء حوائج الناس من علامات رضا الله على العبد فقد روى الطبراني في معجمه الأوسط والصغير عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ فقال: أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحبُّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا).
التوبة والندم:
وإن العبد يدرك أنه على الخير وعلى طريق الله إن علم من نفسه خطأ بارد بالتوبة والندم {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا)[النساء:27]، وقال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
الحرص على العلم:
أن يكون همُّ المسلم تحصيل ما ينفعه من العلوم ويحب العلم ويوقر العلماء ويحرص على ما ينفعه؛ ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله وعليه وسلم قال: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ)(رواه البخاري).