يسأل أحدهم (هل تجوز الصلاة بالفانلة الحمالات؟)، وقد يكون السائل يعني ارتباط الصيف والحر الشديد بتخفيف الملابس، وقد يكون أحدهم كسول عن أن إتيان بعض الملابس على جسمه، أو أنه يخشى الحر، ومن ثمّ يسأل عن إمكانية إتيانه الصلاة بالفانلة الحمالات، وهو وضع قد كون أغلب الرجال هذه الأيام أثناء فصل الصيف.
والحقيقة أنه لا مانع شرعًا للرجل من أن يصلي بالفانلة الداخلية «الحمالات»، ذلك أن عورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة عند جمهور العلماء، (الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة)، أما كشف الذراع أو الكتف أو ما تحت الركبتين فجائز، والصلاة صحيحة، إلا أنه لو ستر كل البدن أولى وأفضل، احترامًا لوقوفه أمام الخالق الجبار.
التأدب مع الله
بالفعل قد لا يكون هناك مانع شرعي للصلاة بالفانلة الحمالات، لكن على المسلم أن يعي أنه لابد من التأدب مع الله، وهذا التأدب يأتي في كل الأحوال، فما بالنا أثناء الصلاة، ومن ثمّ فالأفضل أن يرتدي المرء شيئًا يستر به كامل جسمه، فالصلاة دقائق بسيطة، ولن تكون سببًا في شعور المرء بالحر للدرجة التي يخاف على نفسه منها.
وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لَا يُصَلِّي أَحَدكُمْ فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء»، وهو ما فسره العلماء (الإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي والجمهور) بقولهم: «هَذَا النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ لَا لِلتَّحْرِيمِ، فَلَوْ صَلَّى فِي ثَوْب وَاحِد سَاتِر لِعَوْرَتِهِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء صَحَّتْ صَلَاته مَعَ الْكَرَاهَة، سَوَاء قَدَرَ عَلَى شَيْء يَجْعَلهُ عَلَى عَاتِقه أَمْ لَا».
وقال أحمد وبعض السلف: «لَا تَصِحّ صَلَاته إِذَا قَدَرَ عَلَى وَضْع شَيْء عَلَى عَاتِقه إِلَّا بِوَضْعِهِ؛ لِظَاهِرِ الْحَدِيث»، وروى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، أنه تصح صلاته ولكن يأثم بتركه.
الله أحق
إذن يبين العلماء أنه تجوز الصلاة بالفانلة الداخلية "الحمالات" ولكن مع الكراهة علي رأي جمهور العلماء ، فالله أحق بمن يتزين له، لكن ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أن يصلي الإنسان في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شئ، والعلماء قالوا إن النهي للكراهة، وبالتالي فإن الصلاة بالفانلة الداخلية "الحمالات جائز شرعا ولا حرج فيه، ولكن من باب الأولى الالتزام بقوله تعالى «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِد»، والأفضل الأخذ بسنة الصحابة الكرام عند الوقوف أمام الله للصلاة بلبسهم أحسن الثياب.
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟