مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وأتفهم وضعك، ومن الواضح أن الأمر بدأ معك في عز ارتباكات وانقلابات مرحلة المراهقة.
الطبيب النفسي مهم، والأدوية مهمة خاصة أنك تعانين من "الوسواس القهري" وهو مرض نفسي يحتاج إلى أدوية، ولكن هذا كله وحده غير جيد، من المهم أن يتوافر لك يا عزيزتي أمران، بيئة مساعدة على التعافي، و"معالج نفسي" يصحبك من خلال جلسات خاصة فردية، ومع أسرتك في بعض الأحيان، لتعديل بعض الأفكار التي تسبب لك مشكلة في نظرتك لنفسك، والحياة، والعلاقة مع الله، والآخرين بدأّ من أختك ووالديك وحتى المحيط الخارجي بمن فيه من أصدقاء وزملاء دراسة وأقارب إلخ.
هناك طرقًا علاجية كثيرة مهمة كالعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي الجدلي، والعلاج بالقبول والالتزام، وهي كلها طرقًا لا تدخّل فيها للأدوية، وهي تسير جنيبًا إلى جنب مع المسار الطبي الدوائي وتساعد على التعافي لدرجة تؤهل للاستغناء عن الأدوية.
فتشي عن "معالجة نفسية" ماهرة وثقة، وابدئي فورًا في التواصل معها، ومن خلالها ستتمكنين من الوصول إلى مجموعات دعم نفسي، والالتحاق بورش للنضج النفسي والوعي، والاستبصار بالذات، فهذه كلها مهمة وأساسية للتغيير والتعافي يا عزيزتي.
أما الطبيب النفسي فهو يحتاج منك أيضًا إلى كثرة سؤال وبحث عن طبيب/ة ماهر/ة وثقة، فالطبيب النفسي مثله مثل غيره من الأطباء في التخصصات الأخرى، وكما أن هناك طبيب عيون غير جيد هناك آخر ماهر وأفضل وأشطر، وهكذا، وكذلك الأدوية وجرعاتها، فعند الشكوى من دواء علي الطبيب أن يغيره لك ويعدل جرعاته، وهكذا.
الخلاصة لا تجعلي تجربتك السيئة مع هؤلاء الأطباء تصدك عن السير في طريق التعافي والعلاج، فلا سبيل للخلاص لنفسك بدونه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟