الله عز وجل سهل فتح أمامنا أبوابًا متعددة للخير، لكن الكثير من الناس لا يعلمون الكثير منها، ومن ذلك (الصدقات)، التي يتصور البعض أنها تقف عند حد إخراج المال للفقراء والمساكين فقط، ولكن هناك صدقات سهلة جدًا، إلا أن كثير من الناس لا يعرفونها، وبالتالي لا يفعلونها، ومن هذه الصدقات، إماطة الأذى عن الطريق، أو رفع (الحجارة) على جانبي الطريق، حتى لا يتأذى الناس، وهو أمر نراه يوميًا في شوارعنا، إلا أنه لا يرفع هذا الأذى عن الشارع إلا القليل جدًا من الناس.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «لَقَد رأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجنَّةِ فِي شَجرةٍ قطَعها مِنْ ظَهْرِ الطَّريقِ كَانَتْ تُؤْذِي الْمُسلِمِينَ»، وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك في الطريق، فأخَّره، فشكر الله له فغفر له».
أفعال يسيرة
هناك من الشرع ما هو سهل يسير، لكن كثير من الناس يغفلون عنه للأسف، وليس الأمر يتوقف عند إزالة الأذى عن الطريق فقط، وإنما أيضًا الرحمة بالحيوانات.
عَنْ سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: «بَيْنمَا رَجُلٌ يَمْشِي بطَريقٍ اشْتَدَّ علَيْهِ الْعَطشُ، فَوجد بِئراً فَنزَلَ فِيهَا فَشَربَ، ثُمَّ خَرَجَ فإِذا كلْبٌ يلهثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ العطشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَملأَ خُفَّه مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَه بِفيهِ، حتَّى رقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَه فَغَفَرَ لَه. قَالُوا: يَا رسولَ اللَّه إِنَّ لَنَا في الْبَهَائِم أَجْراً؟ فَقَالَ: "في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ»، وفي رواية لَهُما: «بَيْنَما كَلْبٌ يُطيف بِركِيَّةٍ قَدْ كَادَ يقْتُلُه الْعطَشُ إِذْ رأتْه بغِيٌّ مِنْ بَغَايا بَنِي إِسْرَائيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فاسْتَقت لَهُ بِهِ، فَسَقَتْهُ فَغُفِر لَهَا بِهِ».
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلطريق الجنة
لو تدبرنا هذه الأمور جيدًا، سنجد أن الجنة سهلة يسيرة بالفعل، ولكن على من يعي أهمية فعل الخير وإن كان قليلا للناس، ولمّ لا وقد حثنا الله تعالى على الإنفاق في وجوه الخير في كثير من آيات القرآن الكريم، قال الله تعالى: « وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ » (المنافقون: 10، 11).
وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ » (البقرة: 267)، فلا تستصغر أي صدقة أو فعل خير، لأنه بالأساس عظيم عند ربك، وقد يكون مفتاح دخولك الجنة.