لاشك أن الحج ركن ركين من أركان الإسلام وهو فرض علين على من تحققت فيه الشروط ان يؤديه ولا ينشغل بغيره عنه فهو فرض من فروض الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج بيت الله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً) متفق عليه.
لماذا لم تحج؟
فإن تيسرت لك الأسباب وتهيأت لك السبل فلماذا تؤخر وإلى متى تؤجل ؟ أما سمعت قول الله عز وجل: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران :97]، وقوله تعالى:{وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ، وقوله جلا وعلا: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.
الحج لمن استطاع إليه سبيلا:
ومن لطائف الإسلام إن هذا الركن كما كل الأركان لمن يستطيع فقد رفع الله تعالى الحرج على غير القادر على أداء العبادات كلها حتى صار شعار الدين قوله تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج" اي المشقة التي لا تستطيع أن تؤدي بها العبادة تكون سببًا في سقوط العبادة نفسها فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
غير أنه في الحج نص القرآن الكريم على هذا لتعلق اقلب بهذه العبادة فهي دعوة إبراهيم عليه السلام: واجعل أفئدة من الناس تهوي إليه.." ولهذا تهفو إليه القلوب والأبدان وربما يكلفون أنفسهم ما لا يطيقون من امور مادية وبدنية تجعلهم يقعون في الحرج وقد يأثم بالبعض بالحج كما يثاب غيره لذا قصره الله صراحة على المستطيع فقال {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران :97].
نصائح لمن لم يستطع الحج:
أما من لم يستطع الحج وقد تعلق قلبه بأداء المناسك فله مخارج كثيرة يمكن ان يطمئن نفسه بها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا فله أن ينشغل بالطاعة والذكر بصفة عامة كما له أ يحج بقلبه بان يعظم الشعائر ويكثر من الدعاء والصدقات التي قد تكون سببا في تهيئة الظروف له العام المقبل ليستطيع الحج.
كما له أن يقنن اوضاعه ويعالج امور والسبا التي منعته من الحج فلربما لو فكر جيدا ورتب أموره كان مع قوافل الحجيج العام المقبل.
أيضا يمكنه أن يفعل هذه العبادة صلاة الفجر في جماعة، المكث إلى الإشراق في المصلى، ثم صلاة ركعتين بعد الإشراق لحديث الرسول {من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة } قال رسول الله { تامةّ، تامةّ، تامةّ } [رواه الترمذي وحسنه].
أيضا من العبادات التي تعادل ثواب الحج ما رواه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج ويجاهدون ولا نجاهد وبكذا وبكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا الله أربع وثلاثين وتسبحوه ثلاثا وثلاثين وتحمدوه ثلاثا وثلاثين في دبر كل صلاة".
بر الوالدين والحج:
أيضا بر الوالدين يعدل ثواب الحج ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما اتاه رَجُلٌ فَقَالَ له: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ: أُمِّي، قَالَ : فَأَبْلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرًا فِي بِرِّهَا، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَبَرَّهَا»، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وصى رجلًا ببر أمه وقال له "أنت حاج ومعتمر ومجاهد" ويعني: إذا برها.