مرحبًا بك يا عزيزتي..
من حقك الشعور بالألم، والحزن، والتعبير عن مشاعرك بالبكاء، كل هذا حقك، بشرط عدم الغرق فيه، فيتحول الأمر إلى معاناة، وليس تجارب وخبرات معلمة.
بالطبع تحتاجين إلى عقل بارد، هاديء، يفكر، حتى يمكنك الوصول لسبب معاناتك، ومعرفة ما يحتاج منك لتغيير يساعدك على عدم "تكرار" ما حدث في الماضي من علاقات فاشلة.
وأولى خطواتك لتحقيق هذا يا عزيزتي هو علاج جراحك العاطفية، فربما كان أحد أسباب "تكرار الفشل" هو الدخول لعلاقة بعد أخرى بدون علاج وتضميد ما سبق.
يظن البعض خطأً أن الدخول في علاقة بعد فشل هو "العلاج"، وفي هذا خطأ فادح، فالآخر ليس طبيبًا ولا معالجًا، والتعافي والعلاج دورنا تجاه أنفسنا لا دوره، ويستطيع أن يقدمه لنا بعد الاستعانة بالله وحسن اللجأ إليه ودعم الأقارب والأصدقاء من ذوي الحكمة والعقل، طبيب أو معالج نفسي ماهر وثقة.
بدون هذا، سنظل في موقع الضحية التي لا تستطيع الحسم برسم حدودها النفسية، وحمايتها، واحترامها، ومن ثم ندخل من علاقة لأخرى، مستغلة، ومؤذية، وفاشلة.
من ضمن التعافي من جراح الماضي العاطفية يا عزيزتي، أن تقبلي ما حدث، فهذا مما يساعد على التغيير والتقدم نحو اكتشاف أنفسنا من خلال المعاناة، فربما تكتشفين أنك شخصية "صبورة" مثلًا، أو "رحيمة"، أو لديك "رباطة جأش"، وهذه مميزات في شخصيتك، وكل ما عليك هو "حسن توظيفها" في الآتي من حياتك، بطريقة صحيحة ومع أشخاص مناسبين، لا استغلالك من قبلها.
التجارب والخبرات المؤذية في العلاقات يا عزيزتي، هي بالطبع مزعجة، ومؤلمة، وسيئة، ولكنك قادرة على استخراج الحكمة واكتشاف مميزاتك وقدراتك من خلال "التعلم" منها.
هيا يا عزيزتي، ابدئي في خوض رحلتك في التعافي والتغيير، فوحده هو الطريق لاستخراج نسختك الأفضل، وعدم تكرار أخطاء الماضي سواء العاطفية أو غيرها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.