مرحبًا بك يا عزيزي..
عظم الله أجركم في وفاة أخيكم.
قلبي معك، ووالدتك، وأختك، فأنا أقدر مشاعركم وأتفهمها تمامًا، كان الله في عونكم.
آلام الفقد يا عزيزي للأحبة هي أشد الآلام، ولابد من تفهم هذا، وترك الزمن يداوي ويعالج، فهي صدمة ولابد أن تمر بمراحل، ولاشك أن والدتك كانت صدمتها أعمق حتى أنها فقدت نور عينيها كما ذكرت وهذه صدمة أخرى.
مع صدمة الموت، وحتى نتجاوزها، لابد من تفكيك المعنى للموت، وتفكيك أجواء الكآبة، وهذا هو ما يمكنك بل من الضروري فعله يا عزيزي، إن كنت تريد القيام بدور ايجابي في الأزمة، والمحنة.
تغيير التصور للموت وطريقة التفكير فيه جزء كبير من العلاج، فالموت انتقال، وهو مجرد ممر إلى "حياة" أخرى في الآخرة لا نعلم عنها شيء، لكنها "أفضل" من الدنيا، ثم الشروع في عمل الخير للمتوفى، التصدق عنه، والعمل الخيري ووهبته له، هذه كلها أفكار تريح الشخص وتطمئنه.
كذلك، التخلص من متعلقات الميت حتى لا يتم تكريس الحزن، يكفى الاحتفاظ بصورة له وفقط، وشيء بسيط كمسبحته مثلًا، كوب خاص به، والتصدق بالملابس والأشياء الضخمة والكبيرة حتى لا يتم تجديد الحزن، ونفع الميت بأجر وثواب التصدق بها، والتركيز الدائم على أن الموت راحة وخير، ووجوب التصديق في هذا.
ابدأ في تنفيذ هذه الاجراءات يا عزيزي، ولا تتردد في طلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالج/ نفسي/ة ماهر/ة وثقة سواء كان هذا لأختك إن تفاقمت حالتها، أو لك كدعم نفسي تتكيء عليه لتتمكن من القيام بدورك كداعم رئيس لأسرتك في محنتها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.