العناق من الأمور الهامة والضرورية لتوطيد العلاقات بين الإخوة والأهل والأصحاب وكذلك الأزواج، فالأغلبية يشعرون براحة وسعادة عند معانقة من يحبون، لكن البعض لا يتقبل فكرة التقارب الجسدي ويرفض العناق وهو ما قد يزعج الطرف الآخر، خاصة إذا كان أقرب الأقربين.
وتقول (هـ. م): "أنا من الشخصيات الاجتماعية جدًا، والتي تتعامل بحب واحتواء مع الجميع، خاصة مع من أحب كالأصدقاء والأحباب، والعناق بالنسبة لي أفضل وسيلة للتعبير عن حبي وعن تفهمي للشخص ولمعاناته، وفي إحدى المرات كانت لي مديرة فاجأتني بهدية وطلبت منها احتضانها لشكرها، ولكني صدمت بردة فعلها وتهربها من الأمر، مما أشعرني بكثير من الحرج، وكنت أظن أن هذا الأمر حدث معي فقط، ولكن بملاحظة طريقتها وتصرفاتها، تأكدت من فكرة رفضها للتقارب الجسدي بشكل عام".
وتوضح تيفاني فيلد، مديرة معهد أبحاث اللمس في كلية الطب بجامعة ميامي، أنه من غير المعروف لماذا يتجنب بعض الناس العناق، فعلى الرغم من أن العناق يعتبر جزءًا من حياتنا وعلاقتنا بالناس وخاصة من نحب، إلا أن بعض الناس يشعرون بعدم الارتياح تجاه التقارب.
ويشير فيلد وألين زولدبرود، الطبيب النفسي في بوسطن ومؤلف كتاب(SexSmart) إلى أن السبب وراء عدم تفضيل البعض للعناق، هو قلة المودة الجسدية أثناء الطفولة، فعلى الرغم من أن أنظمة الغدد الصماء (المعروفة أيضًا بالهرمونات) والعواطف مهيأة للاستجابة للتواصل بين البشر، إذا لم تتعلم مبكرًا أن العناق أمر عادي، فلن يأتي بشكل طبيعي.
والبعض يرجع رفضه للعناق بسبب الذكريات المؤلمة أو لتسببه في الوقوع في فخ القلق والاكتئاب، ففي أثناء وبعد عناق، يضخ الجسم الأوكسيتوسين "هرمون الحب". وفقًا لعلماء جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، فإن المستويات المنخفضة من هذه المادة الكيميائية في الدماغ تساهم في القلق الاجتماعي والاكتئاب.
ولعل عدم الشعور بالراحة من المظهر الجسدي، يجعل البعض ينفر من العناق ولا يفضله، وبعض الفتيات يشعرن بالإحراج من أجسامهن وطبيعتها.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟