مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وأتفهم موقفك ولكنني لا أرى معك أنه تفكير صحيح أن تسجن نفسك في النكبات والأزمات والحزن وغدر الزمان والحياة بحسب وصفك.
وصم نفسك وسجنها ليس الحل يا عزيزي، فكل ما في الأمر أنك في مواقف حياتية "صعبة" تحتاج إلى خطط بديلة، ومواجهة، وتقبل، ومرونة، بدلًا من البكاء على اللبن المسكوب وغدر الزمان والحياة.
الشكوى من غدر الحياة لا تسمن ولا تغني من جوع، وغالبًا يحدث هذا عندما يميل الشخص للاستسهال والاعتمادية على الآخرين، أو يشعر بقلة حيلته وعجزه، أو هم أشخاص مثاليون وكماليون.
المطلوب يا عزيزي أن نجيد التوظيف والتعامل مع الحياة، والناس، وعلاقاتنا معهم، سواء كانوا أقرباء أو غرباء، بدلًا من الاعتقاد الخاطيء أنهم مسخرون لإراحتنا.
كن أنت الفاعل في اللعبة بدلًا من انتظار فعل الآخرين والحياة لك.
أين خططك البديلة للخروج من الأزمات وتجاوز النكبات؟!
خطتك القديمة فشلت، فأين خطتك الجديدة؟!
أرجو أن تدرك يا عزيزي أن الحياة لا ولن تخلو من مثل ما وقع لك، هذا ديدنها وخلقتها، وأنك لست وحدك، وأنك لازلت هنا والآن، ولديك الكثير ولدى الحياة الكثير أيضًا لتمنحك إياه لا لشيء سوى أنك تستحق وتحتاج أن تصدق أنك تستحق.
الـ 55 عامًا هذه مطلوب منك أن تصدق أنك أنجزت فيها الكثير، وقدمت الكثير، ولم ينتهي العمر بعد ولم يفت الوقت، ولازال أمامك فسحة لتكمل رحلتك في الحياة بما تملك من قدرات ومهارات وعلاقات وغيرها من كنوز لا تراها، ومطلوب منك أن تراها!
أرجو ألا تبخس نفسك حقها، واستحقاقها للعيش في خير وسلام وراحة .
هيا يا عزيزي فنفسك تنتظرك، شاهد كنوزك، وفعّلها ولا تكسل، واقبل هزائمك، ولملم جراحك فلا زالت هناك انتصارات تنتظرك، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
مختلفة مع زوجي حول ضرب أولادنا لتربيتهم.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
4 أسباب تجعلنا نكرر تجاربنا المؤلمة