الأخ، ذلك الجزء من القلب، أو إن شئت قل: (الفرع الآخر منك)، قد يشبهك في الشكل أو لا، لكنه لابد يشبهك في في أمور أخرى أكثر أهمية، مثل الحب المتبادل، والثقة، والمساندة بدون حدود، فهل أنت تحبه بالقدر الكافي؟.
يقول المولى عز وجل معددًا فوائد الأخ على لسان نبي الله موسى عليه السلام، وهو يتحدث عن أخيه هارون عليه السلام: «قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ»، وما ذلك إلا لأن الأخ هو ذلك الجبل الذي تسند عليه نفسك عند الشدائد، وكيف لا تحبه ورب الكون قال فيه «قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ» (القصص 35).
حقوق الأخوة
عزيزي المسلم، إياك أن تكون جاهلاً عن حقوق الأخوة في الإسلام، وقد ورددت الأخوة في القرآن على أوجه متعددة فوردت أخوة الإيمان: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..» (الحجرات: 10)، والأخوة في الجنة، في قوله تعالى: «إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ » (الحجر: 47).
أما أخوة النسب فلها شأن عظيم في الإسلام فأوجب لها حقوقًا وشرع لها آدابًا، فمن إكرام الله للإنسان أن جعل له نسبًا يعرف به أهله وإخوته، قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا» (الفرقان: 54).
ومن ثمّ فإن القيام بحق الأخوة والأخوات من النسب عبادة وليست عادة ولا مجاملة ولا لمطمع دنيوي بل دين ندين الله به، فقد روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « بر أمك وأباك، وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك».
دورك كأخ
عزيزي المسلم، دورك كأخ، لا يتوقف عند التشابه في الاسم فقط، إذ يجب أن تكون بقدر مكانتك كأقرب الناس إليه، والإحسان إليه والتلطف في التعامل معه.
ولنا القدوة في رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قصته مع أخته من الرضاع الشيماء بنت الحارث رضي الله عنها حينما قدمت إليه بعد انقطاع طويل فماذا فعل رسول الله؟ بسط لها رداءه وأجلسها عليه وخيرها فقال لها: «إن أحببت الإقامة فعندي محببة مكرمة وإن أحببت أمتعك فترجعي إلى قومك؟» قالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فأعطاها رسول الله ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاء.
كما عليك أن تخصه بالدعاء، تأكيدًا لقوله تعالى: « قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ » (الأعراف: 151)، وأن تكن له سندًا في كل الأوقات، « وَأَخِى هَارُونُ هُوَ أَفصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرسِلهُ مَعِىَ رِدًا يُصَدِّقُنِىإِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ » (القصص: 34)، فإن فعلت فأنت إذن (أخ بحق).
اقرأ أيضا:
الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين