يجري العرف هذه الأيام في الزواج، أن يتقدم العريس لأهل العروسة طالبًا يدها، ثم يتم تحديد موعد لكتب الكتاب أو عقد القران، أو إتمام الزواج، فكيف كانت طريقة زواج نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، من السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها؟.

في البداية يجب الإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتغل بتجارة السيدة خديجة قبل أن يتزوج منها، فلما رأت منه حسن الخلق والأمانة غير المعهودة، حدثت نفسها بأن تتزوجه، وهي الأكبر منه سنًا بنحو 15 عامًا، إذ يروى أنها كانت في الأربعين من عمرها وهو ابن 25 عامًا فقط، إذ وسطت امرأة تدعى (نفيسة بنت منية) لكي تدفعه من الزواج منها، وهو ما تم لاحقًا، إذ سألت نفيسة، رسول الله، هل تتزوج، فأجابها بأنها لا يستطيع لضيق اليد، فعرضت عليه خديجة فوافق.

أجمل زواج في التاريخ

سريعًا، أخبرت خديجة عمها عمرو بن أسد، وابن عمها ورقة ابن نوفل، فحضرا لإتمام زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بدوره أحضر أهله وأعمامه، ويروى أنه بينما كان أعمامه وأعمامها جالسون ، قام أبو طالب يخطبها له فقال كلمات ويكأن الله الذي أجراها على لسانه مرة واحدة، وكأنها كلمات تصف نبي هو خير البشر، وليست مجرد زيجة عادية: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بلدًا حرامًا وبيتًا محجوجًا وجعلنا الحكام على الناس .... ثم إن ابن أخي هذا من لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه، برًا، وفضلا، وكرمًا، وعقلا، وإن كان في المال قل ، فإن المال ظِل زائل وعارية مسترجعة، وله في خديجة بنت خويلد رغبة ، ولها فيه مثل ذلك ، وما أحببتم من الصداق فعلي».

وهنا يروى أن ورقة ابن نوفل ابن عم السيدة خديجة قام ورد عليه قائلا: «الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت ، وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها ، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ، ولا يرد أحد من الناس فخركم ولا شرفكم وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم ، فأشهدوا يا معشر قريش، بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد ابن عبدالله».

اقرأ أيضا:

يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين

قصة الزواج

بدأت القصة حين سمعت خديجة رضي الله عنها بصدق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم و أمانته، فعمل معها على تجارتها إلى الشام، فزادت ثقتها فيه لما رأته من حسن خلق وأمانة وأخلاق ليس لها مثيل بين الناس، ويروى أنه قد حضر عقد القران بين محمد صلى الله عليم وسلم، وأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، بنو هاشم و رؤساء مضر، و ذلك بعد أن رجع من بلاد الشام بشهرين، و أصدقها عشرين بكرة، أي أن مهرها كان 20 ناقة بِكرًا، و كانت إذ ذاك أفضل نساء قومها نسبًا و ثروة و عقلا، و هي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بعدها غيرها حتى توفيت.