مع كثرة المشاغل والمسئوليات، قد يلهو الإنسان عن أمور هي (بديهية) في الإسلام، وهي النظافة، وبالأخص نظافة الأماكن المظلمة، (أي تحت الإبط والعانة)، ومع دخول فصل الصيف ترى كثيرًا من الناس يشتكون من الروائح الكريهة في وسائل المواصلات المختلفة.
ويرجع ذلك إلى أن العديد من الناس لا يهتم للأسف بنظافة أماكنه المظلمة، مما يجعلها تخرج ريحًا كريهًا ينفر منه الناس، وهو أمر نهى عنه الإسلام، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: « الفطرة خمس أو خمس من الفطرة: الختان والاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقص الشارب».
نتف الإبط
للأسف من أكثر الأماكن التي تجلب الريح الكريه، (تحت الإبط)، ومع ذلك ينسى كثير من الناس ذلك، فيقع في حرج لا مثيل له، إذ يسن إزالة شعر الإبط بالنتف، فإن أزاله بالحلق جاز، وكان مؤديًا لأصل السنة إلا أن النتف أولى، كما يكره ترك شعر العانة وكذا ترك نتف الإبط، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، أكثر من أربعين يومًا.
ثبت من حديث أنس رضي الله عنه قال: «وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الإبط، وحلق العانة أن لا ندعها أكثر من أربعين ليلة».
فضلاً عن أنها من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « عشرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشَّارب، وإعفاء اللِّحية، والسِّواك، واستنشاق الماء، وقصُّ الأظفار، وغَسْل البَراجم، ونتْف الإِبْط، وحلْق العانة، وانتقاص الماء. قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلَّا أن تكون المضمضة ».
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلكن جميلاً
كن جميلاً، فالله عز وجل جميل يحب الجمال، لذلك حثنا الشرع الحنيف كثيرًا بشقيه (القرآن والسنة) على النظافة.
في الصحيح روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «لله تعالى على كل مسلم حق أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً. يغسل فيه رأسه وجسده»، إلا أن المسلم المحافظ على صلته فإنه يتغسل في اليوم 5 مرات للوضوء، فالصلاة تجمع بين النظافة الباطنة والظاهرة بوضوح، فالصلاة نفسها نظافة باطنة.
يقول سبحانه: « اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ » (العنكبوت: 45)، كما روى الشيخان عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟»، قالوا: لا يبقي من درنه (وسخه) شيئًا، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا».