وقعت في بني إسرائيل الكثير من الأحداث والوقائع الغريبة، خاصة ما وقع مع عبّادهم ورهبانهم، ومن أشهر هذه الحكايات ما وقع مع "العابد جريج".
قصة جريج:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان رجل في بني إسرائيل تاجرا، فكان ينقص مرة، ويزيد مرة أخرى، فقال: ما لي في هذه التجارة من خير، لألتمس تجارة لا نقصان فيها، فأتى صومعة، فترهب فيها، فكان اسمه جريج، فكان يريح إلى صومعته راعي ضأن، وراعية معزى.
قال: وإن أم جريج أتته يوما، فصرخت، وهو قائم يصلي، فقالت: جريج، فقال جريج: أمي والصلاة، ثم قالت: جريج، فلم يجبها، فقال: أمي والصلاة قال: فذهبت، ثم أتته يوما آخر.
فقالت: جريج، فقال: أمي والصلاة، فلم يجبها، فقال: أمي والصلاة.
قال: فذهبت أمه، وقالت: اللهم لا تمت جريجا حتى ينظر في وجوه المياميس – المومسات-.
قال: ووقع صاحب الضأن على صاحبة المعزى، فأحبلها، فقيل لها حين ولدت: ويحك، ممن ولدت؟ فقالت: من جريج قال: فذهبوا إلى الملك، فأخبروه، فقال: أنزلوه، وائتوني به، وكسروا صومعته، فأنزلوه، فقال: ويحك يا جريج كنا نراك خير الناس، فاحتبلت هذه المرأة، اذهبوا به، واصلبوه.
قال: فخرج إلى الناس، وخرج الناس معه حتى أنشئ، وبرز قال: أرأيتم هذا الذي تزعمون أنه ابني، أروني أنظر إليه.
قال: فأتي بالمرأة، والصبي، فمه في ثديها، فقال جريج: يا غلام، من أبوك؟ فقال الغلام، ونزع فمه من الثدي: أبي راعي الضأن.
قال: فسبّح الناس، وعجبوا، قال: فضحك، فذهبوا إلى الملك، فأخبروه، فقال: ردوه، فأتي به، فقال: يا جريج، فلنصنعها لك كيف شئت، والله لئن شئت لنبنينّها لك من ذهب وفضة.
قال جريج: بل ردوها كما كانت. قال: فردوها، ورجع في صومعته، فقال له: بالله، مم ضحكت؟ قال: ما ضحكت إلا من دعوة دعتها أمي علي ".
اقرأ أيضا:
تعلم من "أيوب".. أغاظ الشيطان بالصبر على البلاء فكان هذا الجزاءعجائب أخرى:
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة:
1-عيسى ابن مريم.
2- وصاحب جريج.
3- بينما صبي يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابة فارهة، وشارة حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي، فأقبل إليه، فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله – لأنه كان جبارا-، ثم أقبل على ثديه، فجعل يرضع ".
قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة، أدخلها في فيه، فجعل يمصها.
قال: " فمر بجارية، وهم يضربونها، ويقولون: زنيت وسرقت، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
قال: فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع، ونظر إليها، وقال: اللهم اجعلني مثلها- لأنها لم تزن، وسرقت ولم تسرق- .