هل تعلم أن للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أخوة؟.. فقد كان له خمسة إخوة من الرضاعة، (عمه حمزة، وابن عمته أبو سلمة، وعبدالله ابن الحارث وأمه حليمة، ومن الإناث: الشيماء، وأنيسة، بنات الحارث وأمهم حليمة)، وذلك أنه كان في هذه المدة يخرج الولد للرضاعة من غير أنه كما جرت العادة حينها، لأنه كان من عادة الشريفات من قريش أنهن لم يكن يرضعن أولادهن، وكانت أمه من شريفات قريش، إضافة إلى أنهم كانوا يحبون لأبنائهم أن يتربوا في البادية.
الرضاعة والأخوة
أما بخصوص النساء اللائي تشرفن برضاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهن ثويبة مولاة أبي لهب، أرضعته أياماً، وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما عمه حمزة بن عبد المطلب، ثم أرضعت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حليمة السعدية بلبن ابنها عبد الله أخي أنيسة، وجدامة وهي الشيماء، أولاد الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان عمه حمزة مسترضعاً في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند أمه، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين: من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينالأدلة الثابتة
أما الأدلة الثابتة على ذلك، بما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنت حمزة: «لا تَحِلُّ لِى يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ هِى بِنْتُ أَخِى مِنْ الرَّضَاعَةِ».
فيما ذكر الحافظ رحمه الله، قال مصعب الزبيري: «كَانَتْ ثُوَيْبَة أَرْضَعَتْ النَّبِى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا أَرْضَعَتْ حَمْزَة ثُمَّ أَرْضَعَتْ أَبَا سَلَمَة، وثُوَيْبَة مَوْلاة لأَبِى لَهَب اِرْتَضَعَ مِنْهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل حَلِيمَة السَّعْدِيَّة رَضِى اللَّه عَنْهَا»، فيما استشهد على إخوة "أبو سلمة" للرسول بما روى عن أم حبيبة رضي الله عنها، أنها قالت «قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ انْكِحْ أُخْتِى بِنْتَ أَبِى سُفْيَانَ، قَالَ: وَتُحِبِّينَ؟ قُلْتُ : نَعَمْ، لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَارَكَنِى فِى خَيْرٍ أُخْتِى، فَقَالَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لِى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِى سَلَمَةَ؟ قَالَ : بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ فِى حَجْرِى مَا حَلَّتْ لِى، إِنَّهَا لابْنَةُ أَخِى مِنْ الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْنِى وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلا تَعْرِضْنَ عَلَى بَنَاتِكُنَّ وَلا أَخَوَاتِكُنَّ».