في الدرس التاسع من سلسلة الدروس الأسبوعية استهل الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد بالتأكيد على أن هذه السلسلة تركز على بناء شخصية المسلم الذي يعيش حياة الإحسان باعتبارها أرقى منازل العبادة بنص القرآن الكريم.

ثم انتقل إلى الحديث عن معجزة الإسراء والمعراج فقال:  ملخص قصة الإسراء والمعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من البعثة النبوية كان يتعرض في مكة لإيذاء شديد من قريش ويموت في هذا العام أكثر اثنين بيدافعوا عنه وهما السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب ، وتبدأ قريش تخطط لقتل النبي ولكنه لا يفقد الأمل ويبذل مجهودًا أكبر، وهذا أول درس نتعلمه وهو عدم اليأس والاستمرار في السعي نحو الهدف لأنك إذا فعلت ذلك يحبك الله

 فيخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ويسير 100 كيلو متر على قدميه ويرفض أهل الطائف الدخول في الإسلام، وليس هذا فقط  ولكنهم تحدثوا إليه بأسلوب في منتهى السوءوسلطوا صبيانهم عليه فأخذوا يضربونه بالحجارة، وتسيل الدماء من قدميه، وتحمل كل ذلك لتصل إلينا رسالته ونكون مسلمين، وكان عمره 50 عامًا  فيجلس ويدعو الله قائلًا: ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني"أهل الطائف" ، أو إلى قريب ملكته أمري "قريش" ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ).

أقوى حالاتك

وتابع الدكتور عمرو خالد قائلًا: أقوى حالاتك مع الله وأنت ضعيف، وأقوى حالاتك مع الله ودموعك نازلة ، فأنت تذهب إليه بضعفك فيمدك بقوته، وتذهب إليه بفقرك فيمدك بغناه ، لأنه كلما تحققت فيك صفات العبودية تجلى الله عليك بصفات الربوبية، لأن البعض مع زحمة الحياة ومغرياتها وانشغالاته ينسى أنه عبد .

وأضاف قصة الإسراء باختصار : لمّا عاد رسول الله من ثقيف (الطائف)، وكان حزينًا لإعراض أهلها عن دين اللَّه، جاء جبريل عليه السلام إلى  النبي -صلى الله عليه وسلم- بالبُراق، وهو دابة أبيض طويل أكبر من الحمار وأصغر من البغل، وهي الدابة التي ركبها النبي -صلى الله عليه وسلم- للانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في رحلة الإسراء والمعراج.

وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى ربط البراق في حائط سمي بعد ذلك حائط البراق ثم صلى إمامًا بكل الرسل والأنبياء في أعظم اجتماع في التاريخ، وكان في ذلك إشارة إلى تسليم راية الدعوة إلى الله والإصلاح في الأرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، كما أن في ربط المسجد الأقصى برحلة الإسراء والمعراج إشارة إلى أهمية هذا المسجد المبارك الذي يجب ألا ينساه أي مسلم.

وبعد الصلاة بدأت أحداث المعراج وصعد النبي صلى الله عليه وسلم في السماوات حتى وصل إلى سدرة المنتهى فوق السبع سماوات وهو مكان لم يصل إليه مخلوق من قبل، وسميت سدرة المنتهى لأنه عندها ينتهي علم كل الخلق .

وقال الداعية الإسلامي أن الإسراء ثابت بنص قاطع لا يقبل الشك في قول الله عز وجل ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)، وكذلك المعراج ثابت بنص القرآن في سورة النجم حيث تقول الآيات (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأي من آيات ربه الكبرى أفتمارونه على ما يرى) أي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام بصورته الملائكية  ولم تكن هذه الأحداث رؤيا في المنام أوحلم.

لعبة خبيثة

واسترسل مشيرًا إلى أن وصف الإسراء واضح بشكل قوي في القرآن أما المعراج فوضوحه قد يبدو للبعض ليس بنفس قوة وضوح الإسراء، فالنبي هو الذي أخبرنا ان من رآه عند سدرة المنتهى هو جبريل، والهدف والدرس من ذلك هو ألا نفصل القرآن عن السنة لأن هذا الفصل هو سبب الافتراءات التي نراها في الوقت الحالي، كما ان هذا الفصل لعبة خبيئة ، فضرب السنة هو ضرب للقرآن وبالتالي ضرب الدين كله، لأن السنة هي التي تفسر القرآن، فلم نعرف أن الصلوات المفروضة خمسة إلا من السنة ولم نعلم أن الظهر 4 ركعات من القرآن ولكن من السنة والأحاديث النبوية، وكذلك قيمة الزكاة وتفاصيل مناسك العمرة كلها من السنة

 وفي صعود النبي -صلى الله عليه وسلم إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام- رأى في كل سماء نبيًّا أو أكثر من الأنبياء، وسلَّمَّ عليهم، على النحو الآتي: السماء الأولى: آدم عليه السلام. السماء الثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام. السماء الثالثة: يوسف عليه السلام. السماء الرابعة: إدريس عليه السلام. السماء الخامسة: هارون عليه السلام. السماء السادسة: موسى عليه السلام. السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام.

وأوضح الدكتور عمرو خالد أن لقاء النبي بكل نبي من هؤلاء كان بسبب وقوع أحداث ستحدث في حياة النبي مشابهة لأحداث في حياة هؤلاء الأنبياء ، ونخرج من هذا بدرس وهو أننا لا نقابل أحدًا صدفة في حياتنا ولكنه لحكمة قدرها الله عز وجل.

لا تخجل من الدعوة إلى الله

 وتابع قائلًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من رحلة الإسراء والمعراج أصر أن يحكي لقومه ما حدث له رغم أن بعضهم كان يصفق أو يضع إصبعه في اذنه ، وفي هذا درس ألا نشعر بأي حرج في الدعوة إلى الله .. لا تتكسف من الخير والدفاع عن الحق ، ولهذا حكى النبي  ما حدث في الإسراء والمعراج حتى من قبل أن ينزل القرآن يتحدث عن تلك الرحلة المباركة.

واختتم الداعية الإسلامي الدرس الأسبوعي بالدعاء  حيث أمن ورائه الحاضرون.

اقرأ أيضا:

قصة أغرب جنازة وسر أجندة الدعوات.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

اقرأ أيضا:

أسرع طريقة ليزيد الله من أموالك وتصبح من الأثرياء.. مع الفوز برضا الله عنك