في الدرس الأسبوع السابع تحدث الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد عن 4 محاور جديدة لتكوين إنسان يعيش بالإحسان من خلال الجانب الروحي والجانب النفسي والجانب الفكري والجانب المهاري ، وقال: اقترب شهر رمضان وباقي عليه 45 يومًا فكيف نستعد له بأمر روحي مهم جدَا وهو التوبة ..يجب أن تقف مع نفسك وتتساءل عن موضع الخلل في حياتك.

وتابع الدكتورعمرو خالد متحدثًا عن معنى التوبة في اللغة وقال التوبة معناها الرجوع ..تاب تعني أناب ورجع..فيجب ان يراجع كل إنسان ذنوبه وأخطائه  في حياته وعمله وأخلاقه ومع الوالدين ، وأول اسم يتجلى به الله على عباده بعد الخالق هو التواب، كما تاب الله على أبي البشر آدم ، وإن التوبة ليست أمرًا نخجل منه ولكنها ترقية وتجلي من الله عز وجل عليك، كما أن التقوى هي باب التوبة، والتعالي على الخطأ والذنب وجلد الذات بشكل قاسي يؤدي إلى البعد عن التوبة والنفور منها.

وأضاف: مدخل التوبة هو الحب وليس الخوف..أستحي من الله أن يغضب علي ويحرمني من لذة عبادته وطاعته والوقوف بين يديه، فلا تذهب إلى التوبة وأنت خائف مرعوب، الخوف من الخطأ والذنب يكون يقدر وليس جلد مستمر للذات..المدخل هو أحبه وأستحي ان يزعل مني ، والتوبة الصحيحة هو بتحول فيها ألم الخوف من العقوبة إلى ألم الخوف من البعد عنه.

وتناول الداعبة الإسلامي الآيات التي تتحدث عن التوبة ومنها، "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" وقوله عز وجل: " إن الله يحب التوابين والمتطهرين" ، وقال: فالتوبة تقاء ، وأن القلوب إذا صفت رأت، وإنه لا يوجد ما يمنع أي إنسان أن يتوب، فيقول الله عز وجل " والله يريد أن يتوب عليكم" أي يهيىء لكم أسباب التوبة ، فالتوبة من الله عز وجل على عباده ولكن يجب أن يأخذ الإنسان أول خطوة، ولهذا فإن مدخل التوبة هو الحب، وكل الآيات التي التي تتحدث عن التوبة تربطها بالحب.

باب التوبة مفتوح 24 ساعة

وحذر الدكتور عمرو خالد من سيطرة فكرة ومشاعر الخوف على الإنسان التي قد تمنعه من فعل أي شىء ، فيقول أخشى أن أتوب ثم أخطىء وأذتب مرة أخرى، ويقول أخشى أن أحلم ولا أحقق حلمي، أو أخشى أن أحج ثم أذنب أخطىء بعد الحج، وبالتالي يصبح هذا الخوف عاهة عقلية.

ثم تناول الداعية الإسلامي الأحاديث النبوية التي تحث على التوبة ومنها: " إن الله يفرح بتوبة عبده"، فالله عز وجل يفرح بتوبة الإنسان لأنه يثبت أنه ابن آدم وليس ابن إبليس ، وكذلك حديث" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيىء الليل" ، يعني باب التوبة مفتوح 24 ساعة.

بيئة موازية

وقال : إن شروط التوبة ثلاثة، الأول : ندمان على الذنب، الثاني: يوقف الذنب، الثالث: عازم على  عدم العودة إلى الذنب، وإن عاد إلى الذنب فإنه يتوب من جديد ، ونصح الداعية الإسلامي بوسيلة تجعل التائب لا يعود إلى الذنب وهي عمل بيئة موازية للذنب ، فمثلا إذا كنت بتقع في ذنب بسبب جلوسك مع أصحابك فإن عليك أن تغير أصحابك، وإذا كنت بتقع في ذنب بسبب وجود طاقة لديك اعمل بيئة موازية والعب رياضة، واذا كنتي تقعين في ذنب النميمة بسبب الحديث الكثير في التليفون اعملي بيئة موازية من خلال عمل تطوعي أو بيزنس.

عودة مستوى الستر

وأكد الدكتورعمرو خالد أن التوبة لها فائدة عجيبة وهي عودة الستر إلى التائب ، فالتوبة من الذنب يجدد الستر ويعيده إلى المستوى الذي كان عليه ، وقال مخاطبًا الحضور: وانت راجع بيتك النهارده جدد التوبة مع الله ، وأكثر من الاستغفار الذي كان وصية كل الأنبياء إلى أقوامهم كما تحدثنا سورة " هود" ، فيجب أن نحافظ على ورد الاستغفار اليومي.

هل تحب نفسك؟

وأوضح الداعية الإسلامي أهمية أن يحب الإنسان نفسه، وأنه يجب ان نصحح المفهوم الخاص بحب النفس فهو ليست أنانية ولا إعجاب مذموم بالنفس، فالإنسان يجب أن يحب نفسه ويقدرها ويكرمها ولا يهينها لأنها النفس البشرية التي أكرمها الله وأسجد لها الملائكة ، ولفت إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه" لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وولده ونفسه التي بين جنبيه"، حيث لم ينكر النبي على عمر حبه لنفسه.

وأضاف : أن الاشكالية هنا هي عدم القدرة على الجمع بين منزلتين : يعني مثلا الجمع بين منزلتي حب النفس ومنزلة عدم الوقع في الغرور والكبر، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما مات ابنه إبراهيم بكى وتأثر فكانت منزلة الرحمة وهو في نفس الوقت حقق منزلة الرضا بقضاء الله عز وجل.

فإذا أحبب نفسك سوف تتوب إلى الله وإذا أحببت نفسك سوف تتقي الله ، بهذا يكون حب النفس قوة  وميزة إيجابية .

ودعا الدكتور عمرو خالد محبيه إلى واجب عملي وهو كتابة رسالة يعبر فيها كل واحد عن حبه لنفسه وتقديره له.

التدين الإنساني والإحسان

وحول الجانب الفكري تحدث الداعية الإسلامي عن أشكال التدين المختلفة ومنها التدين القاسي والتدين الهنيف والتدين الشكلي ، وقال إن أفضل تدين هو تدين الإحسان يعني جمل تدينك وزود قيم الإنسانية في تدينك بالرحمة بالحب وبالحنان وبالذوق وبالجمال في المظهر والجوهر، وضرب مثالًا رائعًا للتدين الإنساني من خلال قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب رضي الله عنها بنت النبي ، وما حدث في قصة زواجهما وما فيها من حب ثم رفض أبو العاص أن يسلم بينما أسلمت زينب ثم نزول أمر التقريق بين الزوج الكافر والمسلمة بعد الهجرة إلى المدينة ثم وقوع أبو العصر أسيرًا في أيدي المسلمين في غزوة بدر وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة العفو عنه بعد أن ارسلت السيدة زينب قلادة امها السيدة خديجة رضي الله عنها لتفتدي زوجها من الأسر بها فتدمع عين النبي صلى الله عليه وسلم عندما يرى القلادة، غهو النبي الإنسان الذي أرسل يوصي ابنته زينب ألا تفرط في القلادة مرة أخرى ..عندما يكون التدين بإنسانية يتحب فهذا هو إحسان التدين، لا نريد التدين القاسي الجاف الذيي يجرح ويحرج الناس.

واختتم الدكتور عمرو خالد الدرس بورد الذكر مع الحضور والمتابعين لأول مرة بالاستغفار 100 مرة ولا إله إلا الله 100 مرة ثم الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله 500 مرة .

اقرأ أيضا:

قصة أغرب جنازة وسر أجندة الدعوات.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

اقرأ أيضا:

أسرع طريقة ليزيد الله من أموالك وتصبح من الأثرياء.. مع الفوز برضا الله عنك