بالتأكيد الكل يعرف قصة (خولة بنت ثعلبة) تلك المرأة التي استمع الله عز وجل من فوق سبع سماوات لشكواها، وهي تجادل النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآيات الكريمات: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (المجادلة 1)، لكن هل هي فقط من النساء التي سمع الله شكواهن، وأنزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة؟.. الإجابة: لا.
هناك امرأة أخرى سمع الله شكواها وهي تشكو رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يروى أن امرأة أتت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على الحالة التي لا أحب أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتيني آتٍ فيدخل عليَّ، فكيف أصنع؟ فنزلَت الآية الكريمة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ » (النور: 27،28، 29).
آداب الزيارة
ولزيارة الناس في بيوتهم لآداب، يجب اتباعها، حتى لا تقع في مكروه، أو يغضب الناس لفعلك، فهذه آداب شرعية ، أدب الله بها عباده المؤمنين ، وذلك في الاستئذان أمر الله المؤمنين ألا يدخلوا بيوتا غير بيوتهم حتى يستأنسوا ، أي يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده . وينبغي أن يستأذن ثلاثا ، فإن أذن له ، وإلا انصرف ، كما ثبت في الصحيح، أن أبا موسى حين استأذن على عمر ثلاثا ، فلم يؤذن له ، انصرف، ثم قال عمر : ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس يستأذن؟ ائذنوا له، فطلبوه فوجدوه قد ذهب ، فلما جاء بعد ذلك قال : ما رجعك؟ قال : إني استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إذا استأذن أحدكم ثلاثا ، فلم يؤذن له ، فلينصرف ».
اقرأ أيضا:
انفجار الماء.. من نبي الله موسي إلى محمد خاتم الأنبياءبعيدًا عن الباب
أيضًا من آداب الزيارة، ألا تقف أمام الباب مباشرة، ولكن ليكن الباب ، عن يمينه أو يساره، لما رواه أبو داود، فعن عبد الله بن بسر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم ، لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، ويقول : « السلام عليكم ، السلام عليكم »، كما عليك أن تذكر اسمك ولا تقول (أنا وفقط).
عن جابر قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي ، فدققت الباب ، فقال : «من ذا» ؟ قلت : أنا . قال : «أنا ، أنا» كأنه كرهه، كما على المرء أن يستأذن في الدخول أولا، ولا يدخل هكذا دون استئذان، فعن ربعي قال : حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في بيته ، فقال : أألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه : «اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان ، فقل له : قل : السلام عليكم ، أأدخل؟»، فسمعه الرجل فقال : السلام عليكم ، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل.