هل تريد أن يدعو الله لك (ملكًا) لم يعص الله قط؟، الإجابة المؤكدة: ليت ذلك يحدث، ولكن كيف؟.
فقط أن تدعو لأخيك المسلم بظهر الغيب، فإن الله عز وجل يسخر لك ملكًا -لم يعص الله قط- ليدعو لك، فقد أخبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم عن استجابة الله عز وجل الأكيدة لدعاء من دعا لأخيه بظهر الغيب، فقال: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل»، فإن الله تعالى كريم وقد تعهد بالاستجابة لمن دعاه فقال : « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ » (غافر: 60 ).
فضل عظيم
لقد تضمن القرآن الكريم، عددًا من الآيات التي تؤكد أهمية الدعوة للغير بظهر الغيب، قال الله تعالى : «وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَ الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاتَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا»، وقال إخباراً عن نبي الله إبراهيم عليه السلام: «رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ »، وقال تعالى عن نبي الله نوح عليه السلام: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ»، وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: «وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ».
الأمر له فضل عظيم على الجميع، (الداعي والمدعو له)، فكيف بنا نتأخر عن هذا الفضل الكبير؟.. فالدعاء بظهر الغيب هو أن يدعو المسلم لأخيه المسلم في غيبته، وهذه سنة حسنة درج عليها الأنبياء والصالحون، فهم يحبون لإخوانهم المؤمنين الخير، ويدعون لهم حال غيبتهم عندما يدعون لأنفسهم، ولما في ذلك من المحبة للمؤمنين وإرادة الخير لهم والإخلاص لله في ذلك فإن الملائكة تؤمن على الدعاء، وتدعو للداعي بمثل ما دعا لأخيه.
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلدعوة مستجابة
الدعاء بظهر الغيب مستجاب لاشك في ذلك، فعن أبي الزبير عن صفوان وهو ابن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل»، قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه الصورة الرائعة التي يشجعنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء للغير، تتضمن وعدًا بأن الخير الذي ستدعو به لن يصل إلى المدعو له فقط، وإنما سيناله الداعي كذلك؛ لأن الله الذي أرسل الملَكَ ليقول: "آمِينَ"، أرسله وهو يريد الإجابة، كما أن الملك يقول بيقين: "وَلَكَ بِمِثْلٍ"، وهذا أمر لا يمكن أن يقطع به الملَكَ بمفرده، إنما أخبره الله سبحانه وتعالى بتحقق الإجابة، فصار أداء هذه السنة الجميلة نافعًا للطرفين: الداعي والمدعو له.