خلق الله الإنسان وخلق له من أسباب السعادة ما يفيده في تجاوز الصعاب ليحيا في سعادة وهناء.
الاستعاذة بالله من الشيطان:
وبين الله للمسلم إن الشيطان عدو له يكيده ويفرح إن ظفر به أو نال منه لذا شرعت الاستعاذة منه: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)، كما شرعت التسمية قبل بدء الأشياء حتى لا يكون شريك الشيطان ومن هذا أنها شرعت عند الأكل والشرب ودخول المنزل والخروج منه وقبل الجماع والنوم والقراءة وغير ذلك من الأمور التي لا غنى للإنسان عنها.
وقد دلت الآية الكريمة من سورة الأعراف وعي قول الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )، أنه إذا كان ينبغي أن يعامل الجهلة من شياطين الإنس باللين، وأخذ العفو، والإعراض عن جهله وإساءته، فإن ن شيطان الجن لا منجى منه إلا بالاستعاذة بالله منه، كما قال الشنقيطي.
لعن الشيطان:
وبرغم عدوة الشيطان الدائمة للمسلم والتي حذر منها الله تعالى حين قال : "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " فإنه يحرم سب الشيطان، وفي الحديث الصحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ ، فَقُلْتُ : تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ ، وَيَقُولُ : بِقُوَّتِي ، وَلَكِنْ قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَصَاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ ) رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود .
صيغ سب الشيطان:
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى حديثًا آخر: " إن العبد إذا لعن الشيطان يقول: إنك لتلعن ملعناً ". وبين أن لعن الشيطان يكون بأي صيغة يراد بها شتمه والتحقير منه من مثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان ، وقبح الله الشيطان، فإن ذلك كله يفرحه ويقول علم ابن آدم أني قد نلته بقوتي ، وذلك مما يعينه على إغوائه ، ولا يفيده شيئاً، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى، ويذكر اسمه ، ويستعيذ بالله منه ، فإن ذلك أنفع له، وأغيظ للشيطان".
وعليه فإن الفتوى بحرمة سب الشيطان ولعنه حتى لا يتعاظم والأفضل من شتمه ولعنه وسبه الاستعاذة بالله منه والتسمية قبل بدء الأشياء.