مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر مشاعرك وأتفهم وضعك ورغباتك.
لاشك أن الزواج، والارتباط بشريك حياة هو حقك، والمشكلة في المآلات المترتبة على طلب هذا الحق عبر الانترنت كما ذكرت.
قبل عام تقريبًا، فكرت إحدى الفتيات في الأمر نفسه، وفعلته، وربما تذكرين الضجة الواسعة التي أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، ووسائل الاعلام، وظهور والديها عبر الشاشات يعبرون عن عدم رضاهم عما فعلته ابنتهم، وما تبع ذلك من تقديمها استقالتها وفقدها عملها الذي كانت تعمل فيه لسنوات.
لا أقول هذا لتخويفك من المصير نفسه، ولكن، أذكر الواقعة المشابهة، لننظر معًا، هل أوصلت طريقة التفكير هذه للحصول على الهدف وبشكل مناسب للفتاة؟
الإجابة هي : "لا".
ما أراه أن وسائل التواصل والانترنت وطلب هذا الحق من خلال هو كمن يقف في "الشارع" ويفعل الأمر نفسه!
فهل يمكن أن نحصل على شريك مناسب من "الشارع"؟!
الاجابة هي : "لا".
ففي الشارع هناك اللص، وهناك المخادع، وهناك المستغل، والمتنمر، وهناك المتحرش، وربما السفاح، وربما، وربما، وأنت تطلبين حقًا مقدسًا، ميثاقًا غليظًًا، وبالطبع ليس هذا مكانًا يمكننا أن نلتمس منه خيرًا يأتي إلينا بسهولة، إذ لابد من تحديات، أهمها أن الانترنت وسيلة غير "آمنة".
مرة أخرى، أقدر مشاعرك، وأتفهم كل شيء، وأعرف الصعوبة، والعنت الذي تجدينه، ولكن كل هذا يا عزيزتي ليس مبررًا لزيادة الطين بلة بالظهور عبر الانترنت لطلب عريس.
اليقين بأن الزواج رزق، وأنه محفوظ، وأنه يجب أن نحترم أقدار الله فينا، ونعتقد أنها الخير لنا، يريح البال كثيرًا، فابقي على الدعاء، وحسن اللجؤ إلى الله، واستمري في السعي والأخذ بالأسباب "اللائقة"، للحصول على زوج "مناسب"، يليق بك، عبر مصادر آمنة، ولن يخيب الله سعيك.