التاريخ الشعبي للأبطال ذوي القدرات البدنية القوية، في الغالب ما ينسب إلى أبطال شداد ليسوا من المسلمين، مع أن الإسلام زاخر بهؤلاء الأبطال الذي ملأ صيتهم الأرض، بل وحققوا انتصارات وبطولات يعجز عنها أبطال السير الشعبية التقليدين مثل عنترة بن شداد وعمرو بن ود.
بطلنا الشعبي والحقيقي هو سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذلك الرجل الذي بارز كبار الفرسان والمقاتلين وهزمهم، ورغم ذلك، كثير من الناس الآن لا يعرفون قدر هذا الفارس المغوار الذي صال وجال في الكثير من الغزوات، وحقق ما لم يستطع غيره أن يحققه، إذ لا يغفل عن أحد أن بداية الشجاعة كانت في سن صغيرة عندما نام مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليفديه من هجوم قريش.
قتاله في بدر وأحد
ويذكر الإمام الطبري، أن الإمام علي بن أبي طالب، أبدى شجاعة قوية في غزوة بدر، إذ أنه كان أصغر الجماعة سنًا، ومع ذلك اختاره النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، للخروج لقتال الوليد بن عتبة في بداية القتال، فاختلفا بضربتين أخطأت ضربة الوليد ووقعت ضربة الإمام علي رضي الله عنه، على اليد اليسرى من الوليد فأبانتها، ثم ثنى عليه بأخرى فخر قتيلاً، وفي غزوة أحد يروى أن سيف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كُسر، فأهداه الرسول صلى الله عليه وسلم، سيفه «ذا الفقار»، فأخذه (علي) وقاتل به كفار قريش، وأظهر بسالة وشجاعة لا مثيل لها.
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"قتل فارس العرب
أما في غزوة الخندق، فقد أظهر الإمام علي بن أبي طالب بسالة لم يعهدها العرب جميعًا من قبل، إذ كان بين صفوف جيش الكفار عمرو بن ود الذي لقب بفارس العرب، وهو من قيل فيه إنه كان أقوى وأشد من الفارس الشهير عنترة بن شداد.
ولما خرج عمرو بن ود نادى في المسلمين، من يخرج منهم لقتاله، فكان يرد عليه الإمام علي في كل مرة، حتى سمح له رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالخروج لقتال عمرو بن ود، فكانت مبارزة قوية روي عنها الكثير والكثير، إذ استمرت فترة من الوقت، كان الغبار يرتفع لأعلى جراء قسوة المبارزة والقتال، ثم يخرج من بين هذا الغبار (عليًا) شاهرًا سيفه وقد قتل بن ورد شر قتلة.
وفي غزوة خيبر، فقد اختاره الرسول من بين جميع الصحابة ليقود الجيش في فتحه لأحد الحصون المنيعة التي استعصت على كل من أبي بكر وعمر، كما أنه انتصر على مجموعة من أبطال اليهود وشجعانهم في عدد من المبارزات الفردية.
وتبرز الروايات في هذه الغزوة، البسالة القوية التي أظهرها الإمام علي بن أبي طالب، في قتاله لفارس اليهود الأول حينها (مرحب بن الحارث)، وهي المبارزة التي صارت مع الوقت نموذجًا اعتاد المؤرخون الرجوع إليه لإثبات شجاعة وفروسية ابن عم الرسول التي لا سبيل لمضاهاتها.