أخبار

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

حكم تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين؟

من هو محمد الفاتح.. وكيف أعد جيشه لفتح القسطنطينية؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 27 ديسمبر 2021 - 06:00 م
صفحات رائعة من تاريخ المسلمين النضالي في موجهة اعدائه يعرضها لنا المؤرخ الإسلامي الكبير د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية.. فبعدما تعرضنا من قبل لفتح مصر على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص .. نقف في هذه السطور مع صفحة أخرى حيث فتح القسطنطينية عاصمة البيزنطية الرومانية التي كانت معقل الشر ومنبع التهديد لجموع المسلمين، وذلك علي القائد المسلم الشاب محمد الفاتح.

من هو محمد الفاتح ؟
ويوضح د. عبد الحليم عويس أن هذه صفحات وجيزة عن قائد من أروع قادة الحضارة الإسلامية في القرون الخمسة الأخيرة... إن لم يكن ـ بحق ـ هو أعظمهم؛ لقد كان شاباً بُعيّد العشرين بقليل .. وكان مسلماً قبل أن يكون عثمانياً ... وكان قد تسلّم قيادة أعظم إمبراطورية إسلامية ... تقف وحدها مدافعة عن المسلمين بعد سقوط الأندلس، وبعد انهيار خلافة العباسيين .. وبعد تداعت آيلة للسقوط دولة المماليك، أبطال موقعة عين جالوت؛ التي صدّوا فيها الغارة التتارية سنة (658هـ).
وحمل العثمانيون الراية بعد تداعي هذه القوى (أيوبية، وعباسية، ومماليك) فَصَدّوا أوربا؛ التي كانت قد زحفت على شمال إفريقية (تونس والجزائر ومراكش) بعد سقوط غرناطة سنة
(897هـ ـ 1492م)؛ فكان ظهور العثمانيين إنقاذاً من الله للعالم الإسلامي.
محمد الفاتح هو السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني (855هـ ـ 1451م)، وهو السلطان السابع في سلسلة آل عثمان، يلقب بالفاتح، وبأبي الخيرات، وقد حكم نحو ثلاثين سنة كانت خيراً وبركة على المسلمين .
وتولى حكم الخلافة العثمانية في (16محرم 855هـ ـ 18 فبراير عام 1451م)، وعمره (22سنة)، وكان الفاتح شخصية فذة، جمعت بين القوة والعدل (د/علي الصلابي: الدولة العثمانية، 101، بتصرف، المعرفة ـ بيروت).
وكان (الفاتح) محباً للعلماء، يقربهم لمجالسه، وقد تعلم منهم بعض الأحاديث النبوية؛ التي تثني على فاتح القسطنطينية، ومن ذلك قول رسول الله : "لتفتحن القسطنطينية على يد رجل فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" (مسند الإمام أحمد)، ولهذا كان الفاتح يطمح في أن يكون هو المقصود بحديث رسول الله (عبد العزيز العمري: الفتوح الإسلامية عبر العصور، 358،بتصرف إشبيليا ـ الرياض).

تربية محمد الفاتح:
ويشير د. "عويس" إلى أنه قد أثمرت تربية العلماء له حب الإسلام والإيمان، والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام، ولذلك نشأ على حب الالتزام بالشريعة الإسلامية، واتصف بالتقي والورع، وكان محباً للعلم والعلماء، ومشجعاً على نشر العلوم.؛ فلقد تأثر محمد الفاتح بالعلماء الأفاضل ممن يخالف الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع، ويخاطبه باسمه، ومن الطبيعي أن يتخرج من تحت يد هؤلاء أناس عظماء كمحمد الفاتح، وأن يكون الفاتح مسلماً مؤمناً ملتزماً بحدود الشريعة، مقيداً بالأوامر والنواهي معظماً لها، ومدافعاً عن إجراءات تطبيقها على نفسه أولاً، ثم على رعيته، تقيّاً صالحاً يطلب الدعاء من العلماء العاملين الصالحين .
وكان الفاتح يميل لدراسة كتب التاريخ، وقد سار على المنهج الذي سار عليه أجداده في الفتوحات، ولهذا برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية؛ فعمل على تحديد موارد الدولة، وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ، أو الترف، وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش، وأعاد تنظيمها، ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم، وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر، وعمل على تطوير إدارة الأقاليم، وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم، وعزل من ظهر منه تقصير أو إهمال، وطور البلاط السلطاني، وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة مما أسهم في استقرار الدولة، والتقدم إلى الأمام.
ولم يكتف السلطان محمد بذلك؛ بل إنه عمل بجد؛ من أجل أن يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي الهام للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، ومن أجل جعلها عاصمة للدولة العثمانية (محمد الصلابي: الدولة العثمانية، عوامل السقوط والنهوض، ص: 101 ـ 102 بتصرف).

الإعداد للفتح:
ويذكر: لقد بذل السلطان (محمد الفاتح) جهوداً خارقة في مجال التخطيط لفتح القسطنطينية، كما بذل جهوداً كبيرة في دعم الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مجاهد، وهو عدد كبير إذا قورن بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عنى بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة، وبمختلف أنواع الأسلحة؛ التي تؤهلهم للجهاد المنتظر، كما اعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنوياً قوياً، وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول على الجيش الذي يفتح القسطنطينية، وعسى أن يكونوا هم هذا الجيش المقصود بذلك .

قلعة روملي حصار:
وعلى جانب آخر من التخطيط -كما يلفت د. عويس- أنه من الناحية التكتيكية العسكرية بدأ الفاتح خطوة عملية كبيرة حين صمم على إقامة قلعة (روملي حصار) في الجانب الأوربي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان (بايزيد) في البر الآسيوي، وقد حاول الإمبراطور البيزنطي إثناء السلطان الفاتح عن عزمه في بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهد بها، إلا أن الفاتح أصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى (82م)، وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى (660م) تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه، وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة (انظر محمد فريد: تاريخ الدولة العلية 161، وعبد العزيز العمري: الفتوح الإسلامية عبر العصور 359، 360، والصلابي: الدولة العثمانية، 106وما بعدها).

الاهتمام بالمدافع القتالية:
ويضيف د. عويـس أن محمد فالتح أيضا اعتنى بتطوير الأسلحة اللازمة لهذه العملية المقبلة، ومن أهمها المدافع؛ التي أخذت اهتماماً خاصاً منه؛ حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى (أوربان) كان بارعاً في صناعة المدافع، فأحسن استقباله، ووفَّر له جميع الإمكانيات المالية والمادية، والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان، وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه .

العناية بالأسطول البحري:
كما أعطى الفاتح عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته، وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، وهي مدينة بحرية لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة، وقد ذكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة (العمري: مرجع سابق 361 بتصرف).
وبهذا زواج السلطان محمد الفاتح بين الاعتماد على الله والتهيئة المعنوية له وللجنود وبين إحكام الإعداد المادي والأخذ بالأسباب  حتى يشرف بأن يكون هو المشار إليه وجنده في حديث النبي صلى الله عليه وسم في فتح القسطنطينية: نعم الجيش جيشها ونعم الأمير أميره.. وفي الحلقة القادمة يواصل د. عويس إبراز: كيف هاجم محمد الفاتح المدينة وما الحيل التي اتخذها للنصر، وكيف واجه العقبات التي واجهته بذكاء القائد المحنك.


الكلمات المفتاحية

قلعة روملي حصار محمد الفاتح القسطنطينية د. عبد الحليم عويس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled صفحات رائعة من تاريخ المسلمين النضالي في موجهة اعدائه يعرضها لنا المؤرخ الإسلامي الكبير د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية.. فبعدما ت