"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".. ترى من هو أول من قالها، حتى أصبحت التحية الرسمية في الإسلام؟.
يروى أنه قد كان الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أول من حيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتحية الإسلام، وذكرت هذه القصة في صحيحي البخاري ومسلم، إذ قال أبو ذر: «فكنت أول من حياه بتحية الإسلام».
وأبو ذر رضي الله عنه هو جندب بن جنادة، وقيل برير بن جنادة، وقيل برير بن عبد الله، أسلم في مكة قبل هجرة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، ثم عاد إلى قبيلته غفار يعلمهم شرائع الدين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، كما كان أبو ذر رجلاً ضخم الجسم كث اللحية، وقد اشتهر بالصدق والزهد والعمل، وكان صداحاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم.
تحية الإسلام
أما تحية الإسلام فهي إلقاء السلام على الناس، ويقصد بالسلام كما أورد النووي أنه من أسماء الله تعالى أولاً، ثم إن فيه نوعاً من الدعاء بالحفظ أو بمعية الله تعالى، أو أن السلامة ملازمة لمن ألقي السلام عليه.
وتحية الإسلام كما وردت في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى علمها آدم عليه السلام، وذلك في قوله: «فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة اللهِ، فزادوه: ورحمة الله».
وينما علمها الله عز وجل لآدم، يبدو أن من قالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أبي ذر الغفاري، إذ يعد السلام من خير الأمور في الإسلام، فيروى أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله عن أفضل الأمور في الإسلام، فقال له: «تطعمُ الطعامَ، وتقرأ السلامَ على مَن عرفتَ ومَن لم تعرف».
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"من هو أبو ذر؟
أبو ذر الغفاري، حمل عدة صفات وخصال عظيمة بانت في شخصيته وحديثه مع أصحابه، ومنها الصدق في الحديث، حتى قال فيه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما تُقِلُّ الغَبراءُ ولا تُظِلُّ الخضراءُ على ذي لهجةٍ أصدَقَ وأوفى مِن أبي ذرٍّ شبيهِ عيسى ابنِ مَريمَ».
كما اشتهر بالزهد والتواضع، فقد عرض عليه ذات مرة أن يتملك أرضًا كما فعل أصحابه، فتساءل عن حاجته للأرض، وقد كان عهده أن يكون قوته صاعاً من تمر، ثم نوى ألا يزيد عليه شيئاً حتى يلقى الله تعالى.