أخبار

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

حكم تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين؟

العز بن عبدالسلام .. سلطان العلماء ..6مظاهرعكست تفرده وتحوله لقدوة لمعاصريه وتلاميذه ..إصراره علي عتق المماليك أبرز محطاته

بقلم | علي الكومي | الاربعاء 15 ديسمبر 2021 - 08:24 م

لم يحظ عالم بشكل متكررخصوصا في القرون المتأخرة في مسيرة الدعوة الإسلامية بنفس القدر الذي حاز به سلطان العلماء العز بن عبدالسلام لاسيما ان دوره لم يقتصر علي المجال الدعوي بل لعب دورا في توحيد الصفوف في مصر والشام مما مكنهما من صد الغزوة التتيرية التي كانت تشكل خطرا علي الحضارة الإنسانية وليس علي العالم الإسلامي فقط

وفي ذكري وفاته التي حلت في 10 جمادى الأولى عام 660هجرية .. تطرق مركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية  لسيرة سلطان العلماء، وقاضي القضاة، وشيخ الإسلام العز عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله تعالى في تأكيد علي ما يحظي به هذا العالم الكبير من مكانة بين نظرائه في العالم الإسلامي .

من هو العزبن عبدالسلام؟

منشور مركز الأزهر للفتوي الاليكترونية ركز علي محطات مهمة في حياة سلطان العلماء حيث وُلد أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بدمشق سنة 577 هـ على الراجح،  ونشأ  في  بيئة دينية، وأسرة  فقيرة شغلها طلب الرزق عن طلب العلم، فقد كان العز وهو صغير يحرص على مساعدة أبيه في الأعمال الشاقة؛ للحصول على نفقات الحياة.

وبعد مولده لم لم ينخرط العز بشكل مباشر  في طلب العلم  بل جاء ذلك في سنٍّ متأخرة؛ نظرًا لانشغاله بحاجات معايشه؛ إلا أن الله تعالى حباه فهمًا وذكاءً وجودة تحصيل أهّلَهُ ذلك لتدارك ما فاته، وساعده على ذلك البيئة التي كان يعيش فيها، حيث كانت دمشق حاضرة العلم والعلماء  التي يقصدها طلاب العلم من كل حدبٍ وصوب.

وبعده تلقى الشيخ العلوم المختلفة، كالفقه والأصول، واللغة، والتفسير، والحديث على يد علماء أجلاء أمثال: الشيخ فخر الدين ابن عساكر، والشيخ سيف الدين الآمدي، و الحافظ أبي محمد القاسم وشيخ الشيوخ عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد البغدادي،  والقاضي عبد الصمد بن محمد الحرستاني، وغيرهم الكثير من أهل العلم الكبار.

وبحسب منشور المركز فقد برع الشيخ  في ما تلقاه عن شيوخه وأساتذته؛ فكان لغويًا، أصوليًا، محدثًا، فقيهًا، وانتهت إليه رئاسة المذهب الشافعي في عصره، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده طلاب العلم من كل مكان.

 نبوغ سلطان العلماء العز بن عبدالسلام جعله محط أنظار الطلاب والتلاميذ حيث تخرّج على يد  الشيخ العز بن عبد السلام أئمة كبار ملأوا طباق الدنيا علمًا، أمثال: شيخ الإسلام ابن دقيق العيد، وهو الذي لقب الشيخ عز الدين بسلطان العلماء،  والإمام علاء الدين أبو الحسن الباجي،  والشيخ تاج الدين ابن الفركاح، والحافظ أبو محمد الدمياطي، والحافظ أبو بكر محمد بن يوسف بن مسدي، والعلامة أحمد أبو العباس الدشناوي،  والعلامة أبو محمد هبة الله القفطي، وغيرهم كثير، رحمهم الله جميعًا.

سلطان العلماء ومحطات بارزة

تقدير سلطان العلماء العز بن عبدالسلام كان واضحا بين أقران عصر من العلماءحيث قال عنه ابن دقيق العيد: "كان ابن عبدالسلام أحد سلاطين العلماء"وقال عنه الحافظ الذهبي: «بلغ رتبة الاجتهاد، وانتهت إليه رئاسة المذهب، مع الزهد والورع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصلابة في الدين....، وقصده الطلبة من الآفاق، وتخرج به أئمة ».

وبدوره قال عنه الإمام بن كثير: "شيخ الإسلام، وبقية الإعلام، الشيخ عز الدين ... درس وصنف وأفتى، وبرع في المذهب، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده الطلبة من كل البلاد، وتخرج به أئمة، وله الفتاوى السديدة، وكان ناسكًا، ورعًا، أمّارًا بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم".

ومن خلال مسيرته الطويلةكانت  للشيخ العز بن عبد السلام  سفرات عديدة أبرزها ثلاث رحلات خارج دمشق:الأولى: إلى بغداد حاضرة الخلافة العباسية، ومعقل العلم والعلماء، ومقصد الطلاب، والدارسين، فأقام بها شهرًا؛ لطلب العلم، ثم عاد إلى دمشق بعد أن حصل على طلبه وبغيته.والثانية: رحل إلى بلاد الحجاز؛ لأداء مناسك  الحج والعمرة، ثم عاد مرة أخرى إلى مكان إقامته.

أم الرحلة الثالثة كانت زيارته لمصر حيث  رحل إلى مصر عام 639هـ بعد أن تعرض لمحنة السجن  في دمشق بسبب إنكاره على الملك الصالح إسماعيل تحالُفَه مع الصليبيين وبيعه السلاح لهم،  فرحَّب به في مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب، وولّاه القضاء، وإمامة مسجد عمرو بن العاص، كما عهد إليه بتدريس المذهب الشافعي بمدرسة الصالحية المعروفة بين القصرين بالقاهرة، فكثر خيره، وزادَ في الناس نفعُه.

وخلال مسيرته الطويلة كان الشيخ رحمه الله ورعًا، زاهدًا، آمرًا بالمعروف، جريئًا في الحق، ناصحًا، لا يخاف في الله لومة لائم؛ وله مواقف كثيرة يتضح فيها ذلك، منها فتواه: ببيع الأمراء المماليك لصالح بيت المال، ثم عِتقهم؛ لتصحَّ ولايتهم، وقد كانوا أمراء وولاة بالفعل، الأمر الذي أغضبهم في بادئ الأمر، ثم لم يجدوا بُدًّا عنه فنفذوا ما قال الإمام.

اصرار سلطان العلماء علي مواقفه من المماليك تكرر عندما حان  وقت تسلم الظاهر بيبرس الحكم قال له سلطان العلماء: يا ركن الدين، أنا أعرفك مملوك البندقدار، أي بيعتك على الملك غير جائزة وأنت مملوك؛ فأحضر بيبرس ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح نجم الدين أيوب، وأن الصالح أيوب أعتقه، حينها تقدم الإمام العز وبايعه على الملك.

العزبن عبدالسلام بين الجهادوالقدوة

وكان الجهاد  في سبيل الله معلما بارزا في حياة سلطان العلماءحيث شارك الإمام رحمه الله بنفسه في الجهاد ضد الصليبين عندما أرادوا أن يحتلوا مدينة دمياط، ووقعت للشيخ كرامة أثناء الجهاد، قال الإمام تاج الدين السبكي: «وكان الشيخ -العز بن عبد السلام - مع العسكر، وقويت الريح، فلما رأى الشيخُ حالَ المسلمين نادى بأعلى صوته مشيرًا بيده إلى الريح «يا ريحُ خُذيهم» عدة مرات، فعادت الريح على مراكب الفرنج فكسرتها، وكان الفتح، وغرق أكثرُ الفرنج، وصرخ من بين يدي المسلمين صارخ: الحمد لله الذي أرانا في أمة محمد ﷺ رجلاً سخّر له الريح». [طبقات الشافعية الكبرى .

وقد توج العز بن عبدالسلام رحمه الله مسيرته الطويلة  عبر العشرات من المؤلفات حيث كان الشيخ  رحمه الله عالمًا موسوعيًّا، ذا قلم سيال، له مؤلفات عديدة، منها:

"التفسير الكبير"، "الإلمام في أدلة الأحكام"، "قواعد الشريعة"، "الفوائد"، "قواعد الأحكام في إصلاح الأنام"، "ترغيب أهل الإسلام في سكن الشام"، "بداية السول في تفضيل الرسول" "الغاية في اختصار النهاية"، "الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز" "مسائل الطريقة"، "الفرق بين الإيمان والإسلام"،  "مقاصد الرعاية"، وغير ذلك من المؤلفات النافعة.

اقرأ أيضا:

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وكان من أبرز المحطات في حياة سلطان العلماء العزبن عبدالسلام جوانب القدوة في شخصيته فمن خلال التعريف بسيرة سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله يمكننا الوقوف على أبرز جوانب القدوة في شخصيته، وهي:الحرص على طلب العلم، والاستزادة منه والعصامية والاعتماد على الله ثم الأخذ بالأسباب.وأهمية دور الأسرة في التربية الصالحة للنشء.

ضرورة أن يكون للإنسان دور في الإسهام الحضاري والإنساني.كان من أبرز مظاهر القدوة في حياة العز بن عبدالسلام  تمسكه بضرورة أن لا يأكل العالم أو الداعية بدينه، أو يتاجر به؛ لتحقيق مصالح شخصية مع ضرورة تحلي العلماء وطلبة العلم بالزهد والورع وتقوى الله عز وجل.

وبعد مسيرة ظافرة من العلماء والجهاد والقدوة للعماء لقي سلطان العلماء في 10جمادى الأولى سنة 660هـــ رحل عن عالمنا العالم الجليل الشيخ العز بن عبد السلام، بعد رحلة من البذل والعطاء،  عن عمر ناهز ثلاثة وثمانين عامًا، ودفن في القرافة  بالقاهرة.



الكلمات المفتاحية

العز بن عبدالسلام سلطان العلماء العز بين القدوة والجهاد عتق المماليك بيبيرس مركز الأزهر العالمي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ومن خلال مسيرته الطويلةكانت للشيخ العز بن عبد السلام سفرات عديدة أبرزها ثلاث رحلات خارج دمشق:الأولى: إلى بغداد حاضرة الخلافة العباسية، ومعقل العلم و