أخبار

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

حكم تقبيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين؟

الشيخ طه الفشني.. ملك التواشيح والإنشاد

بقلم | عاصم إسماعيل | الجمعة 10 ديسمبر 2021 - 11:50 ص
كان والده تاجر أقمشة ميسور الحال، اختار لابنه أن يكمل تعليمه بعد أن دخل الكتّاب وحفظ القرآن الكريم، وعمره ‏10‏ سنوات، تخرج من مدرسة المعلمين، وأثناء دراسته اكتشف عذوبه ناظر المدرسة وأسند إليه القراءة اليومية للقرآن في الطابور وحفلات المدرسة.
لكن والده كان يطمح أن يكون قاضيًا، فأرسله إلى القاهرة لدراسة القضاء الشرعي، إلا إن ثورة ‏19‏ كانت مشتعلة‏، والأحداث حالت دون استقراره في القاهرة فعاد مرة أخرى إلى بلده، ليشق طريقه كقارئ لكتاب الله فى المآتم والسهرات وذاع صيته بالمدينة وقرى مركز الفشن.
وعلى الرغم من ذلك، قرر العودة إلى القاهرة والتحق بالأزهر وتعلم القراءات العشر للقرآن الكريم، وأجازه الشيخ عبدالعزيز السحار أحد كبار علماء الأزهر كما أتقن علوم التجويد أيضًا.

ملك الإنشاد


الشيخ طه الفشني، المولود في سنة 1900 بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، هو أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين، حظي بعدة ألقاب خلال مشواره على مدى 71 عامًا، منها "قارئ الملوك والرؤساء"، "صاحب الصوت العذب"، "ملك الإنشاد"، وتم تكريمه في العديد من الدول العربية والإسلامية.
برزت موهبته خاصة في مجال الإنشاد الديني، وتبنى موهبته الشيخ علي محمود، وكان له فرقة تواشيح خاصة، فعرض عليه أن ينضم لبطانته‏ كان زميله بالفرقة الملحن زكريا أحمد، قبل أن يلتقطه الشيخ درويش الحريري، الذي أصقل موهبته بتعليمه الموسيقى لينطلق الشيخ لا يجاريه أحد من نظرائه في عصره.
كان مسكنه بحارة الروم في حي الحسين قريبًا من إقامة الشيخ علي محمود رائد مدرسة الطرب المصري، وأشهر المنشدين وقتها، وعلى يديه تعلم الموسيقار محمد عبدالوهاب الموسيقى، فانضم إلى بطانة فرقته التي تضم بين أعضائها زكريا أحمد، وأتقن فن الطرب وعلم النغم وكذلك العزف على العود، ما جعله يتفق مع شركة "كايرو فون" للأسطوانات، على تسجيل عدة أغاني و"طقطوقات" لطرحها بالأسواق، إلا أن مشروع الغناء لم يكتمل وتغير اتجاه الفشنى من الغناء إلى تلاوة القرآن فى سنة 1937.
منحه الشيخ على محمود، الفرصة لتلاوة القرآن، أثناء احتفالية حضرها سعيد باشا لطفي رئيس الإذاعة، فأبدع ونال إعجابه، وطلب منه مقابلته بالإذاعة صباح اليوم التالى فذهب إليه، واجتاز اختبار لجنة الاستماع كقارئ للقرآن وخصصت له الإذاعة المصرية قراءتين مساء مدة كل منهما خمس وأربعين دقيقة.

شهرة مبكرة 


تردد اسم الفشني، وذاع صيته في ربوع مصر ليصبح من رموز وكبار القراء، نظرًا لقوة وعذوبة صوته، ورشح ومعه الشيخ مصطفى إسماعيل، لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك بقصري عابدين ورأس التين بحضور الملك فاروق، وظل يحييها تسع سنوات متتالية.
وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التى حصل عليها الفشني في تلاوة القرآن لسنوات، إلا أنه استمر في الإنشاد الدينى إذ سنحت له الفرصة لإثبات وجوده في هذا المجال، عندما طلبت منه الإذاعة إحياء إحدى الحفلات التي تنظمها بداية كل شهر هجري بدلاً من الشيخ علي محمود، بسبب مرضه المفاجئ، فذهب إليه يستأذنه، فوافق معلقا بقوله: "أنت خليفتي يا طه"، ونجح الفشني ودون اسمه بين كبار المنشدين في مصر، عقب إذاعة الحفل.
شارك الفشني في حفل زفاف الملك فاروق كمطرب ومنشد مع عبدالوهاب الذى تغن بقصيدة من ألحانه، وأم كلثوم التى ظلت لسنوات تطلق عليه لقب ملك الإنشاد والتواشيح.
وعين الفشني سنة 1940، قارئًا لمسجد السيدة سكينة بالقاهرة، وسطع نجمه في عالم الإنشاد الديني، إلى جانب شهرته كقارئ للقرآن، حيث كان يجيد تلاوة القرآن بالقراءات العشر وإنشاد المديح بست طرق مختلفة، ما جعله ينشئ فرقته الخاصة للإنشاد سنة 1942.
وكان حريصًا على افتتاح السهرات والليالى والأفراح بقراءة فاتحة الكتاب قبل وصلات الإنشاد والمديح الدينى، ووصل أجره عام 1944 إلى 48 جنيها فضلاً عن تعاقد محافظة المنيا معه لإحياء احتفالات مولد النبى صلى الله عليه وسلم مقابل 140 جنيهًا وظل ملتزمًا بالاتفاق وملبيًا للدعوة حتى لاقى ربه.

اقرأ أيضا:

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

رحلاته الخارجية 


زار الفشنى دولاً عربية وإسلامية من بينها العراق، تونس، الكويت، سوريا، السودان، المغرب، فلسطين، تركيا، باكستان، إيران، أندونيسيا، ماليزيا، وكذلك السعودية التي سجل القرآن لإذاعتها سنة 1953 مقابل ثلاثة جنيهات فى الدقيقة الواحدة، وحصل على عدة أوسمة من رؤساء تلك الدول بالإضافة إلى اختياره مبعوثًا للمؤتمر الإسلامي بتونس عام 1958.
كما زار ليبيا واستضافه ملكها السنوسى بالقصر الملكي لإحياء ليالي رمضان، وكان هو القارئ المفضل للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي منحه طبقًا مرصعًا بالفضة يحمل توقيعه، وكانت تريطه علاقة صداقة بالرئيس أنور السادات منذ الخمسينيات، لذلك أصدر توجيهاته بدعوته في الاحتفالات الدينية المختلفة التى يحضرها داخليًا وخارجيًا.
كرمه السادات في إحدى الاحتفالات، وكذلك الرئيس الأسبق حسني مبارك في احتفالية ليلة القدر بمحافظة المنوفية، وكرمته مصر سنة 1991 بمنح اسمه نوط الامتياز من الطبقة الأولى، ومنحت إيران سنة 2011، اسمه وسام الدولة من الطبقة الأولى، كما كرمت اسمه كلية الأداب جامعة بنى سويف عام 2006 ، وكذلك منحه رواق القران الكريم والقراءات وأندى الأصوات بالأزهر الشريف عام 2017 شهادة تقدير.
عندما أصيب باحتباس في الصوت وتوقف عن القراءة والإنشاد، نصحه الأطباء بتناول بعض الأدوية، إلا أنه أصر على أن شربة من ماء زمزم ستكون سببًا فى شفائه، وبالفعل ذهب لأداء فريضة الحج، وأثناء وجوده على جبل عرفات فوجئ الحجيج بانطلاق صوته مرددًا آذان الظهر.
كان الفشني من أوائل القراء الذين افتتحوا التليفزيون المصرى مطلع الستينيات بتلاوة قرآنية من سورة "مريم"، كما اختير سنة 1962 رئيسًا لرابطة القراء خلفًا للشيخ عبدالفتاح الشعشاسى، ومرت السنوات واستدعاه مسئولو الإذاعة عام 1966 لإنشاد قصيدة "ما شممت الورد" من ألحان الشيخ زكريا أحمد، احتفالاً بذكراه.

موقف طريف 


ذات مرة، دعي الفشني لإحياء أحد الموالد بمركز ديروط بمحافظة أسيوط وكعادته افتتح الليلة بالقرآن الكريم، ثم انطلق ينشد التواشيح بعزوبة وقوة صوته وتمكنه من علم النغم والمقامات الموسيقية، ووصوله بالصوت إلى قمة الطبقات الموسيقية "جواب الجواب"، وكذلك الدرجة الهامسة من الصوت المنخفض "قرار القرار"، وتنقله بينهما في سحر رباني.
وعندما وصل به الإنشاد إلى مقطع تغنى به، اندفع أحد العمد الحاضرين مهللا وحالفًا بالطلاق أن يعيد الشيخ نفس المقطع أكثر من مرة ففعل إلا أن العمدة طلب إعادة المقطع مرات أخرى، فعارضه أحد الحاضرين فرفع سلاحه وأقسم أنه سيقتل من يعترض على طلبه، فما كان من الفشني حقنًا للدماء إلا أن يعيد المقطع بمقامات متنوعة حتى بزوغ الفجر وسط تهليل وتكبير من الحاضرين.
وكان الفشني مؤذنًا لمسجد الحسين، وسجل الأذان للإذاعة بمدتين ومقامين مختلفتين ليتناسب مع المواقيت الصيفية والشتوية للصلاة، واشتهر بأداء الأذان بمقامات متنوعة منها" الرست"، والذي تذيعه القناة الأولى والثانية والفضائية المصرية وقت الظهر ومدته ثلاث دقائق وعشر ثوان، وله أذان آخر بمقام الحجاز لا يتجاوز دقيقتين، فضلاً عن اذان متميز وفريد أداه في صلاة الفجر، وشرعت الإذاعة المصرية في تسجيل المصحف المرتل كاملاُ بصوته، وبدأ في التسجيل إلا أن ظروفه المرضية حالت دون استكمال ذلك، وتذيع حاليًا الإذاعة البريطانية تسجيلات وتلاوات قرآنية للشيخ مرتين أسبوعيًا.
وفي عام 1969، أصيب بجلطة مفاجئة وشفي منها، وسافر بعدها إلى السودان لإحياء ليالى شهر رمضان وعاد بعدها وتلا القرآن فى مناسبة عيد الأضحى بالحسين، وفى صباح يوم الجمعة العاشر من ديسمبر سنة 1971، فاضت روحه إلى بارئها وشيعت جنازته من مسجد الحسين وسط حضور لوزير الأوقاف وعدد من المسئولين وزملائه من المشايخ.

الكلمات المفتاحية

الشيخ طه الفشني ملك الإنشاد الإنشاد الديني أشهر المبتهلين

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان والده تاجر أقمشة ميسور الحال، اختار لابنه أن يكمل تعليمه بعد أن دخل الكتّاب وحفظ القرآن الكريم، وعمره ‏10‏ سنوات، تخرج من مدرسة المعلمين، وأثناء د