بين أيدينا كتاب عظيم، يحمل في طياته كامل البركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومع ذلك للأسف نغفل عنه جميعًا.. فمما لاشك فيه أن البركة تأتي بفضل قراءة القرآن، لذلك كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، يؤكدون أنه إذا أردت أن تكلم الله فعليك بالصلاة والدعاء، وإذا أردت أن يتكلم الله معك فعليك بقراءة القرآن، لذلك فقد قال الله عز وجل عن القرآن الكريم:
« إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً» (الإسراء :9)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» (البقرة : 185).
أحسن الحديث
ففي هذا الكتاب العظيم (المصحف) أحسن الحديث، قال تعالى: « اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ » (الزمر : 23)، ومن ثم فهي تجارة لا يمكن لها أن تبور أبدًا، لأنها التجارة الباقية، التي تدوم مع الإنسان في حياته وبعد مماته.
قال تعالى: «إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ» (فاطر : 29 - 30)، أيضًا من أهم أنواع البركة في القرآن الكريم، هي بركة الهدى والتقوى، إذ أنه يضيف للإنسان هاتين الصفتين دائمًا، وكلما فتح المصحف وقرأ فيه.
قال تعالى: «الم / ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ » (البقرة : 1 - 2)، فمن قرأه يسر الله عز وجل له كل شيء مهما كان، ولمّ لا وهو الذي وعد بذلك، فقال عز وجل: « وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ» (القمر : 17) .
الخير الحقيقي
إن من يقرأ القرآن، كأنه يدعو إليه الملائكة تسمعه وتعيش معه هذه اللحظات، ليس هذا فحسب، وإنما أيضًا تطرد كل الشرور والشياطين، فهم لا يستطيعون سماعه أبدًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمَع قومٌ في بيت من بيوت الله، يتلون كتابَه ويتدارسونه بينهم، إلا نزَلت عليهم السكينةُ، وغشِيتْهم الرحمةُ، وحفَّتهم الملائكة، وذكَرهم الله فيمن عنده».. إذن من قرأ القرآن الكريم نال كل البركات في الدنيا والآخرة، ومع ذلك، بات العديد من الناس للأسف يغفلون عن ذلك هذه الأيام.
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائل