سيدنا عيسي ابن مريم أحد أولي العزم من الرسل عبد الله ونبيه الذي  اصطفاه الله تعالى وبعثه في بني إسرائيل لدعوتهم إلى توحيد الله تعالى والإيمان به، وهو من نسل نبي الله داود عليه السلام، وقد نشأ عيسى -عليه السلام- في بيت طاهر عند آل عمران، وعمران هو والد مريم العذراء أم النبي عيسى عليه السلام، وهو آخر نبي بُعث في بني إسرائيل ودعاهم إلى ما سبقه به موسى عليه السلام من دعوة للتوحيد، ولم يأتِ نبي بعده سوى خاتم النبيين محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقد بشّر به عيسى عليه السلام

وقد حبا الله نبيه ورسوله بعدد من المعجزات منها حديثه في المهد وهو ما جري عندما ذهبت مريم العذراء إلى قومها، مع ابنها المسيح عيسى، انهال عليها اللّوم والعتب، فبدأوا يتكلمون بأن ما جاءت به لا يوافق العقل، فكيف يكون مولود بلا أب؟ ولِيشعروا مريم بالذنب ذكروها بالصالحين من أهلها وبأنّها من سلالة الأنبياء، إلا أن مريم لم تنطق بحرف واحد؛

معجزات نبي الله عيسي

فالسيدة مريم كانت  قد نذرت عدم الكلام، وكل ما فعلته هي أنّها أشارت إلى ابنها في حضنها فتكلم عيسى -عليه السلام- وهو في مهده بقدرةٍ من الله تعالى، ليندهش الجميع ويستمعوا إلى قوله: "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا".

المعجزات التي حبا الله بها سيدنا عيسي ابن مريم علي عظمتها  لا تقارن بالمعجزة الأهم والمتمثلة في أنه كان يستطيع شفاء المرضى وإبصار الأعمى، ولكن كانت أقوى وأعظم هذه المعجزات هي القدرة على إحياء الموتى إلى الحياة بإذن الله ، وكان من بين أشهر من أحياهم سيدنا عيسى عليه السلام أربعة أشخاص ، ومن هؤلاء الأشخاص ألعازر صديق سيدنا عيسى عليه السلام .

اظهار أخبار متعلقة

ألعازر الذي كان يرتبط بصلات وثيقة  مع نبي الله عيسي كان  قد أصيب بمرض عضال جعله يحتضر ، فأرسلت أخت ألعازر إلى سيدنا عيسى لتخبره بما حل بصديقه ، فسار سيدنا عيسى نحو منزل ألعازر وكان يبعد عنده مسيرة ثلاثة أيام ،

 وبعد مسيرة ثلاثة أيام وصل سيدنا عيسى عليه السلام إلى منزل ألعازر كان قد وافته المنية ، فطلب من أخته أن تأخذه إلى قبر ألعازر فقادته نحو قبره ، ووقف عليه السلام يدعو الله قائلًا ، اللهم رب السموات السبع إنك أرسلتني إلى بني إسرائيل ادعوهم إلى دينك وأخبرتني أنني أحيي الموتى بإذنك ، فأحيي  ألعازر ، فاستيقظ ألعازر بإذن الله وعاش وأنجب ولد .

هؤلاءأحياهم عيسي بن مريم  بعد موتهم

لم يكن ألعازر هو الوحيد  الذي أحياه عيسى عليه السلام بإذن الله ولكن الأمر أمتد كذلك إلي ابن سيدة عجوز حيث مر سيدنا عيسى على جنازته وهم يحملونه على سريره ليدفنوه ، فدعا سيدنا عيسى الله عز وجل أن يحيه ، فقام الرجل وجلس على سريره ، ثم نزل من فوق أعناق الرجال الذين يحملونه وارتدى ثيابه ، وحمل السرير وعاد إلى أهله ، وقد عاش وأنجب 

ثالث الثلاثة الذي أحياهم سيدنا عيسي ابن مريم بإذن كان انثي هذه المرة وتمثلت في ابنة صديقه ألعازر ، وقد وصل سيدنا عيسى إليها بعد وفاتها بيوم ، فقال له فجار بني اسرائيل أتحييها بعد أن ماتت بيوم ، فدعا سيدنا عيسى الله عز وجل فأحياها ، ويقال أنها عاشت وأنجبت بعد ذلك. .

ولكن ورغم  فإن قطاعات من المحيطين بسيدنا عيسي  ظلوا على تكذيبهم لسيدنا عيسى عليه  السلام ، وقالوا له إنك تحيي فقط من توفوا حديثًا ، فربما لم يكونوا قد ماتوا بالفعل بل أصيبوا بإغماء فقط وطلبوا منه أن يحي لهم سام بن نوح إن كنت صادقًا .

اظهار أخبار متعلقة

وكان سام بن نوح قد مات قبل 4000 سنة من زمن المسيح وهنا لم يجد المسيح  عليه السلام أمامه إلا أن قال لهم  خذوني إلى قبر سام بن نوح ، فقادوه إلى القبر ، فوقف عيسى عليه السلام على القبر وصلى ركعتين وقال يارب لقد سألوني ما علمت ، فابعث لي سام بن نوح ، ثم توجه بكلامه إلى سام وقال يا سام بن نوح قم بإذن الله ، وردد هذا مرة ثانية ، ثم ثالثة ، فانشقت الأرض وخرج منها سام بن نوح .

وفي هذا الموقف المزلزل تحدث  سام إلى سيدنا عيسى عليه السلام قائلًا ، لبيك يا نبي الله وكلمته ، هأنذا قد جئتك ، ثم توجه بكلامه إلى بني إسرائيل وقال لهم هذا عيسى بن مريم ابن العذراء المباركة روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فصدقوه وأمنوا به واتبعوه .

سام بن نوح والاعتراف بمعجزات سيدناعيسي

وبل وتوجه أبناء أكبر الأنبياء سنا وهو سام بن نوح  بكلامه نحو عيسى بن مريم ، وقال له يا نبي الله إنك لما دعوتني جمع الله مفاصلي وعظامي ثم سواني خلقًا ، ولما دعوتني مرة ثانية رجعت إلى الروح ، ولما دعوتني مرة ثالثة خفت أن تكون القيامة فابيض شعري ، فأتى إلى ملكًا وقال لي هذا عيسى نبي الله يدعوك لتصدق كلامه ، ياروح الله سل ربك أن يردني إلى الآخرة ، فلا حاجة لي بالدنيا وشدد ابن نوح على طلبه هذا.

اقرأ أيضا: