أخبار

صرف الزكاة في مشروع سقيا الماء

نظام غذائي "بدائي" يقلل خطر الإصابة بالأمراض المميتة

تحذير طبي: هذه أبرز أسباب شيخوخة البشرة

كيف تستقبل المصيبة؟ وكيف تكون شاهدا لك لا شاهدا عليك يوم القيامة؟

للخائف من المستقبل .. ادع دعاء مودع

كيف تنتصر في أصعب معارك الحياة؟

إلى أصحاب الذنوب والمعاصى.. كيف أوهموك أن الوصول إلى الله صعب وأنك بعيد؟

عجائب الشجعان نحيف وسمين.. كيف وجدا قلبيهما بعد شقّهما؟

كيف تنقذ نفسك في زمن الشدائد والابتلاءات؟

أربع تسبيحات ترفع أربع ابتلاءات.. فماهي؟

لماذا خاطب الله الأنبياء بأسمائهم مجردين إلا "محمدًا" ناداه بالنبي؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الخميس 21 اكتوبر 2021 - 02:33 م

 {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنفال: 64)


يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


وإياك أن تظن أن الله عز وجل يعاقب الكفار لأنهم لم يؤمنوا برسل الله فقط، ولكن لأن الكون يفسد بسلوكهم، وهو سبحانه غير محتاج لأن يؤمن به أحد، ثم إن دين الحق سينتصر سواء آمن الناس به أم لم يؤمنوا، وسبحانه يريد بالمنهج الذي أنزله كل الخير والسعادة لعباده؛ لذلك يقول الحق تبارك وتعالى: { قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ } [الحجرات: 17].

فإذا دخل أحد في الإسلام فلا يمن على الله أنه أسلم؛ لأن إسلامه لن يزيد في ملك الله شيئاً، وليعلم أن الله سبحانه وتعالى قد منّ عليه بهدايته للإسلام وهي لصالحه. ويريد الله من رسوله ألا يلتفت إلى عدد الكفار أو قوتهم؛ لأن معه الأقوى، وهو الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك يقول: { حَسْبُكَ ٱللَّهُ } [الأنفال: 64]. أي يكفيك الله.

وقوله تعالى: { وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال: 64]. هي داخلة في { حَسْبُكَ ٱللَّهُ }. لأن الله هو الذي هدى هؤلاء المؤمنين للإيمان فآمنوا.

ويكون المعنى: حسبك الله وحسب من اتبعك من المؤمنين، أي يكفيكم الله، وعلى ذلك فلا تلتمس العزة إلا من الحق سبحانه وتعالى.

ويمكن أن يكون المعنى يكفيك الله فيما لا تستطيع أن تحققه بالأسباب. ويكفيك المؤمنون فيما توجد في أسباب.

ونلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى قال: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } [الأنفال: 64]. وهذا النداء إنما يأتي في الأحداث؛ أما البلاغ فيقول الله تعالى: { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } [المائدة: 67].

اقرأ أيضا:

عاقبة الكبر.. هكذا يعاقب الله كل متكبر بالحرمان من هذه النعمة العظيمة (الشعراوي)

النبي والرسول 


إذن فالحق سبحانه وتعالى ينادي الرسول بـ { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ } حين يكون الأمر متعلقا بالأسوة السلوكية، أما إذا كان الأمر متعلقا بتنزيل تشريع، فالحق سبحانه يخاطبه صلى الله عليه وسلم بقوله: { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ } ذلك أن الرسل جاءوا مبلغين للمنهج عن الله، ويسيرون وفق هذا المنهج كأسوة سلوكية. على أننا نلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى قد ذكر كل رسول باسمه في القرآن الكريم فقال: " يا موسى " ، وقال: " يا عيسى بن مريم " ، وقال: " يا إبراهيم ". إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد خاطبه بـ: " يأيها النبي " ، وبـ " يأيها الرسول " ، وهذه لفتة انتبه إليها أهل المعرفة، وهذا النداء فيه خصوصية لخطاب الحضرة المحمدية، فالله سبحانه وتعالى يقول: { يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ } [البقرة: 35].

وينادي سيدنا نوحاً قائلاً سبحانه: { يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ } [هود: 48]. وينادي سيدنا موسى فيقول: { أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [القصص: 30]. وينادي سيدنا عيسى فيقول: { يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [المائدة: 116].

فكل نبي ناداه الحق تبارك وتعالى ناداه باسمه مجرداً إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقل له قط: يا محمد، وإنما قال: " يأيها النبي " ، و " يأيها الرسول ". والحق سبحانه وتعالى في الآية الكريمة التي نحن بصدد خواطرنا عنها أراد أن يلفت نبيه صلى الله عليه وسلم إلى أن يعلم أنه يكفيه الله والمؤمنين مهما قل عددهم لينتصروا على الكفار.

ثم يأتي النداء الثاني من المولى تبارك وتعالى في قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ... }


الكلمات المفتاحية

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الشيخ محمد متولي الشعراوي سورة الأنفال لماذا خاطب الله الأنبياء بأسمائهم مجردين إلا محمدًا ناداه بالنبي؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (الأنفال: 64)