أخبار

تعرف على أهم الفروق بين عفو الله ومغفرته

أمر هام كلما فعلته تكون حبيب الله وأقرب إلى رسول الله.. مقطع لا يفوتك

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

جبر الخواطر .. أعظم عبادة تقربك من الله .. فضائل لا تحصى لهذا الخلق تؤمن لك معية الرحمن في المخاطر

لا صراع بين حقين.. لماذا يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضًا؟ (الشعراوي يجيب)

10خطوات تعين المؤمن علي الابتعاد عن المعاصي .. اتبع هذه النصائح

الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم.. وخطوات علاج ضحاياه

إذا كنت خجولًا.. تقول نعم بدلًا من لا.. فتدرب على "الحزم" في 8 خطوات

أول من يكسى في النار.. هذه حلته

"واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله".. هل نتقي اليوم.. أو نتقي ما ينشأ في اليوم؟ (الشعراوي يجيب)

الإسلام دين العدل.. كيف يكون قابلاً للتطبيق لا مجرد نصوص؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 12 يناير 2024 - 09:02 ص



لا يحتاج العدل إلى إرساء قوانين وكتابة دساتير بقدر ما يحتاج إلى تطبيق، فالإيمان بأي شيء كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم "ماوقر في القلب وصدقه العمل"، فما فائدة أن تكتب وتحفظ وأنت لا تطبق، فقد جعل الله شرائعه للتطبيق وليست للاستئناس، وما هلكت الأمم السابقة إلا بالانقلاب على ما أمر به الله عز وجل.

العدل هو التطبيق وليس النص

فالعدل هو استعمال ما ينبغي من الأمور في مواضعها وأوقاتها وفي وجوهها ومقاديرها وفق ما شرع الله دونما إفراط ولا تفريط .

وليس العدل مقصوراً على الحكم والقضاء أو على قسمة الأموال والحقوق لكن العدل أعم من ذلك، فهو يشمل كل ما يقوم به الإنسان من الأعمال الإرادية نحو الله أو نحو نفسه أو نحو الآخرين، وهو بهذا المعنى يعم العقائد والعبادات والمعاملات والآداب .

كما أن العدل من صفات الله سبحانه، لأنه منزه عن الظلم قال تعالى: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، وقال سبحانه: إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون .

 وقال عز وجل: "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً ".

مثال يكشف معنى العدل الحقيقي

 سأل أستاذ مادة القانون بالجامعة طالبا : ما اسمك ؟

فأجابه الطالب:  اسمى حسن

فقام الأستاذ بطرده بدون سبب

حاول الطالب الدفاع عن نفسه فنهره الأستاذ وأخرجه من قاعة المحاضرات

خرج الطالب وهو يشعر بالظلم والطلاب صامتون .

ثم بدأ المحاضرة وسأل الطلاب : لماذا تم وضع الشرع والقوانين ؟

فقال إحدى الطلاب : لضبط تصرفات الناس . وقال طالب آخر : حتى تُطبَّق . وقال طالب ثالث : حتى لا يجور القوي على الضعيف

فقال الأستاذ : نعم . ولكن هذا غير كافٍ .

فرفع طالب يده وأجاب : حتى يتحقق العدل

فقال الأستاذ : نعم . هذا هو الجواب . لكي يسود العدل

والآن . ما الفائدة من العدل ..؟

فأجاب طالب : كي تُحْفَظ الحقوق ولا يُظْلَم أحد

فقال الأستاذ : الآن أجيبوا بلا خوف . هل أنا ظلمت زميلكم عندما طردته .. ؟ فقالوا جميعاً : نعم

فقال الأستاذ وهو غاضب : إذن لماذا سكتم ولم تفعلوا شيئا .. ؟! ما الفائدة من الشرع والقوانين إن لم نملك شجاعة لتطبيقها .. ؟!

إنكم إن سكتم عندما يتعرض أحد للظلم ولم تدافعوا عن الحق تفقدوا شريعتكم ودينكم وإنسانيتكم ، وهذا غير قابل للتفاوض.

ثم نادى الإستاذ على الطالب الذي طرده وأعتذر له أمام جميع الطلبة وقال :

هذا هو درسكم اليوم ، وعليكم أن تدافعوا عن المظلومين وتطبقوه في مجتمعكم ماحييتم .

اقرأ أيضا:

سلم أمرك لله.. كل شيء يحدث في أرض الله بمقدور الله

بناء شخصية المسلم على العدل

 أمر الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يلتزم العدل في كل أقواله وأعماله، فقال: فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير .

بل إن الله أمر رسوله بالتزام العدل في الأحكام حتى مع غير المسلمين، فقد قال: فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين .

وكما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالعدل أمر الناس جميعا بذلك، لأن كل خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم هو خطاب لأمته إلا في الخصوصيات .

أمرنا الله بالعدل في القول فقال: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى .

وأمرنا سبحانه بالعدل في الأحكام فقال: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل . . .

وأمرنا عز وجل بالعدل في الشهادة فقال: وأشهدوا ذوي عدول منكم وأقيموا الشهادة لله . . .

وأمرنا سبحانه بالتزام العدل عند الإصلاح بين الناس، فقال: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين .

وأمرنا عز وجل بأن نكون عادلين حتى مع الأعداء، فقال: يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.

إنتطبيق قيمة العدل بين كل الناس هو طريق الأمن والأمان والاستقرار الذي يبحثون عنه، فلا أمن ولا استقرار ولا نهضة ولا تقدم لأمة يشيع الظلم بينها وتضيع حقوق الضعفاء فيها، فإقرار العدل من أهم الأمور التي تنشر الأمن والاستقرار في المجتمع، وتقوى الروابط الإنسانية بين الناس، فالعدل يتحقق بإعطاء كل ذي حق حقه، وهذا أمر من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار الذي يبحث عنه أي مجتمع .

يقول الله تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"، وفي تلك الصياغة القرآنية لمطلوب الإسلام من العدل ما يدل على أنه من أهم مبادئه ومقصد من أعظم مقاصده .



الكلمات المفتاحية

العدل كيف يطبق العدل عقوبة الظلم انتشار الفساد لماذا لا يعجل الله بعقاب الظالم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يحتاج العدل إلى إرساء قوانين وكتابة دساتير بقدر ما يحتاج إلى تطبيق، فالإيمان بأي شيء كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم "ماوقر في القلب وصدقه العمل"