تعد الأذكار والتحصينات بمثابة دروع واقية تحمي صاحبها إن لزمها واعتقدها .. فهي أسلحة فتاكة تذهب الهم والغم وتجنبك الشيطان والشرور في أحوالك كلها.
ومن الأذكار الصحيحة الواردة علن النبي صلى الله عليه وسلم ما يعرف بأدعية الركوب والسفر .. وهذه الأدعية تقال في موطن السفر حينما يغادر المسلم اهله أو موطنه لموطن آخر فيستحب قراءة هذه الأذكار والتحصينات التي تكسبه الخير وتجنبه الزلل.
متى تقال أدعية الركوب؟
دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة، أو السيارة، أو الطائرة، أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر. أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد فلا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر. ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية، لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح.
أدعية الركوب والسفر:
وقد في أدعية الركوب والسفر ما رواه مسلم في صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ. اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ. وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ. اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا. وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ. اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ. وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ. اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ". وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ. وَزَادَ فِيهِنّ: "آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ".
معنى وعثاء السفر وكآبة المنظر:
وقد فسر العلماء وعثاء السفر بأن المقصود بها المشقة والشدَّة، وأصله من الوَعْث، وهو أرض فيها رمل تَسُوخ فيها الأرجل، وكآبة المنقلب وهو أن ينقلبَ من سفره إلى أهله كئيبًا حزينًا، غير مقضي الحاجة، أو منكوبًا ذهب ماله، أو أصابته آفة في سفره، أو أن يرد على أهله فيجدهم مرضى، أو يفقد بعضه.
والمسلم الواعي هو من يتحصن بهذه التحصينات الوقية التي تجلب الخير وتطرد الشر ويحافظ على هذه في أحواله جميعا خاصة أوقات السفر والترحال.