أخبار

يصلي ركعتين شكرا لله في يوم ميلاده.. ما الحكم؟

تقدم علمي هائل يساعد على اكتشاف التهاب المفاصل مبكرًا

فوائد الشاي الأخضر.. 3 أكواب يوميًا للتخلص من الجير وتقوية اللثة

الإيثار.. إحساس بالآخرين وعطاء بلا حدود

كيف تصير عبدًا ربانيًا.. وتجعل الآخرة همك.. هذه أهم الوسائل

يستغفرون ولا يستجاب لهم.. احذر هذه المعاصي؟

هل هناك دعاء مأثور عن النبي يقال عند النظر للمرآة؟

7 طرق مدهشة لتحفيز طفلك على أداء واجباته المدرسية

"إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا".. لماذا خشي بن مسعود أن تسقط عليه حجارة من السماء؟ (الشعراوي يجيب)

فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟

كيف تعرف الحق من الباطل؟.. هذه العلامة تكشف لك الفرق

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 21 فبراير 2024 - 06:00 ص


يشتد في كثير من الأحيان ومراحل التيه الصراع بين الحق والباطل، وهما ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وسنة الله تعالى قاضية ببقائهما إلى آخر الزمان؛ ابتلاء للعباد، فمن الناس من يثبت على الحق مهما كلف الأمر، ومنهم من يدعو إلى الباطل، ومنهم من يحاول المواءمة بين الحق والباطل؛ حفظا لدين ودنيا، وذلك ما لا يكون عند شدة البلاء، وغلبة أهل الباطل.

فإما نَصَرَ الحق ولو ذهبت دنياه، وإما ركب الباطل فأذهب دينه، فليس ثمة إلا فريقان: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: 3].

وقد أوضح القرآن الكريم الفرق بين الحق والباطل في كثير من الآيات؛ ليكون المؤمن على بينة من أمره، فيلزم الحق ولو قل أنصاره، ويجانب الباطل ولو كثر أتباعه.

فقال الله تعالى {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [المؤمنون: 116]، وجاءت رسله بالحق {لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43]، وقوله حق {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4] ودينه حق {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} [الفتح: 28]، وكتابه حق {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [فاطر: 31] ووعده حق {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [غافر: 77]، وكل دعوة تخالف دينه فهي باطل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: 62].

والواجب على أهل الإيمان الثبات على الحق: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ} [النمل: 79]، وخوطب الناس بذلك {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس: 108].

وذم الله تعالى أهل الكتاب لأنهم يكتمون الحق {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 146- 147].

لبس الحق بالباطل


ولا يلتبس الحق بالباطل إلا عند أهل الشهوات ووأهل الأهواء، لإخفاء الحق وتزيين الباطل {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71]، ويجادلون لإبطال الحق، والإقناع بالباطل {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر: 5].

وترك الحق إلى الباطل سببه الجهل والهوى {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 24]، {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 48]، وفي ذلك الفساد العريض، والهلاك للأفراد والأمم {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71].

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَانِ: طُولُ الْأَمَلِ، وَاتِّبَاعُ الْهَوَى، فَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ، وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ».

واتباع وحمل الحق ثقيل على النفوس، وله تبعات لا يطيقها إلا أفذاذ الناس، وعاقبتهم حميدة في الدنيا بالذكر الحسن، وفي الآخرة بالجزاء العظيم، وخيار الناس في كل زمان حملة الحق، وشرارهم دعاة الباطل.

 قال ابن مسعود رضي الله عنه: «الْحَقُّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ، وَالْبَاطِلُ خَفِيفٌ وَبِيءٌ» وقال الْحَسَنُ رحمه الله تعالى: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ دِينٌ وَاصِبٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَا يَصْبِرْ عَلَيْهِ يَدَعْهُ، وَإِنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ، وَإِنَّ الْإِنْسَانَ ضَعِيفٌ».

ولكن مع ذلك إرادة الله تعالى غالبة في أن الحق يظهر على الباطل إذا تحلى أهل الحق بالصبر واليقين، ولن يستطيع أنصار الباطل مهما بلغت قوتهم أن يميتوا الحق {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28].

اقرأ أيضا:

الإيثار.. إحساس بالآخرين وعطاء بلا حدود

الفرق بين الحق والباطل


الحق واحد ولا يتعدّد:

فهذه قاعدة من أهم القواعد التي تحفظ الحق؛ لأن أهل الباطل لما فشلوا في طمس الحق،" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ" [الصف: 8]، لم يبقَ أمامهم إلا التلبيس، محاولة خلط الحق بغيره.

ومن أعظم السبُل الشيطانية القول بإبطال تفرّد الحق، وهذه المسألة الآن في هذا الزمان هي معترك في الحقيقة، عندما يأتي من يقول مثلاً: من قال أنكم على الحق؟، ومن قال أن الحق واحد أصلاً؟.

والله يُفرد الحق، ويجمع الباطل، كما في قوله : "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ "[الأنعام: 153]، وجمَع السبل؛ لأن طرق الضلال متشعبة، وكثيرة، ولا حصر لها، وأفرد الحق، والصراط؛ لأنه واحدٌ لا يتعدد.

وقال عبد الله بن مسعود شارحا ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :" خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطّاً بيده، ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيماً، ثم خطّ عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السبل، وليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ النبي : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ".

وسأل رجل ابن مسعود  ما الصراط المستقيم؟، فقال: تركنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد، جمع جادّة، يعني: الطريق، عن يمينه جواد يعني: طرق، وعن يساره جوادٌ، وثَمَّ رجال يدعون من مرّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد، يعني: الطرق الجانبية هذه انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ هذه الآية، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ. [تفسير الطبري: 9/671].

فطريق الحق واحد، وهو طريق الله، وهو طريق الهداية، وهو طريق الإسلام، وهو طريق الاستقامة، وسبُل الضلال كثيرة خبيثة، وقد قال تعالى: قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ [المائدة: 100].

الكلمات المفتاحية

الفرق بين الحق والباطل لبس الحق بالباطل كيف تعرف الحق من الباطل؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يشتد في كثير من الأحيان ومراحل التيه الصراع بين الحق والباطل، وهما ضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان، وسنة الله تعالى قاضية ببقائهما إلى آخر الزمان؛ ابتلاء