كل إنسان يتصور أنه ليس هناك من يحبه أكثر من حبه لنفسه، ربما بالفعل لا يكون هناك من يحب شخصًا آخر أكثر من نفسه، لكن الأكيد كل الأكيد أن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، يحبنا أكثر من حبنا لأنفسنا.
وفي ذلك العديد من الأدلة، إذ يقول الله سبحانه وتعالى في وصف حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ»، أي أنه يخاف عليهم أكثر من خوفهم على أنفسهم.. يحمي الجميع بذاته الشريفة حتى أن الصحابة رضوان الله عليهم وصفوا ذلك فقالوا: «كنا إذا اشتد الوطيس احتمينا برسول الله».. ولما لا وهو الذي يريد الهدى والهداية والنجاة للجميع في الدنيا والآخرة، حتى خاطبه المولى فقال: «فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ»، ويوم القيامة يأتيه الناس مستشفعين فيقول: «أنا لها أنا لها».
هل نحبه؟
فإذا كان هو حال نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم معنا، ومدى حبه لنا، فكيف بنا نحن؟، هل نحبه كما يحبنا، وهل الحب فقط بأن نقول كلمة الحب تجاهه، أم أنه علينا لنثبت هذا الحب أن ننفذ أوامره ونبتعد عن نواهيه؟، بالتأكيد لابد من اتباع سنة نبينا لنثبت بأننا نحب الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
وفي ذلك يقول الله عز وجل: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» ( التوبة 24)، بل أنه لا يكتمل إيمان أحدنا إلا بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ».
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينالحب الحقيقي
لذا من يريد الوصول إلى الحب الحقيقي للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، عليه اتباع منهجه وسنته، فالطاعة إذا هي ثمرة المحبة.
ولذلك حسم القرآن دلائل المحبة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام في آية المحنة وهي قوله جل وعلا : «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » (آل عمران 31)، فإذا كان الله عز وجل قد جعل اتباع نبيه دليلا على حبه سبحانه، فهو من باب أولى دليل على حب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله: «زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية».