نالت المرأة المصرية دونًا عن كل نساء العالمين، تكريمًا خاصًا من الله عز وجل، ربما لم تنله امرأة سواها على مر العصور.
فترى الخليل إبراهيم عليه السلام يختار السيدة هاجر المصرية، ثم يتركها في وادٍ غير ذي زرع.. لكن لماذا اختار السيدة هاجر مع أنها كانت حاضنة لطفل في مرحلة الرضاع.. ألم يكن أولى أن يأخذ السيدة سارة إلى هذا المكان.. فهي لم تكن تنجب ولم تكن حاضنة.. وكانت قوية بما يكفي؟.
وهنا يأتي الحوار بين نبي الله إبراهيم وزوجته هاجر: لماذا تتركنا هنا يا نبي الله؟.. أهو أمر الله؟.. فلما يجيب بنعم.. ترد بثقة متناهية: إذن فلن يضيعنا الله.. طالما كان أمر الله… واختيار الله… فلا يمكن أن يضيعها أبدًا، لكن لماذا اختار الله المصرية لتلك المهمة.
لماذا المرأة المصرية؟
لاشك أنها تعاليم الله عز وجل وأوامره، لكن على الجميع أن يعلم أن الله اختار المرأة المصرية لهذه المهمة الصعبة، لأنه يعلم تمامًا وهو خالقها أن المصرية صابرة.. وقوية.. وذات عزيمة وجَلَد.. ويعلم أيضًا أن المرأة المصرية رمز للحياة… تجعل الصحراء الجدباء التي لا زرع فيها ولا ماء.. تجعلها أم القرى ومقصد العبيد والأمراء، ولذلك اختارها لأن تكون أمًا لواحدًا من أهم الأنبياء وهو نبي الله إسماعيل عليه السلام.
لاشك أن المرأة المصرية مؤمنة بربها راضية بقضائه واثقة في علمه وحكمته، ويالتالي فإن صِدْق إيمانها جعل رب البيت يجعل لها منسكا خاصاً من مناسك الحج (الصفا والمروة)… ويشرب العالمين ماءً عذبا من تحت قدم ولدها، من بئر زمزم العظيم.
فعلى الرغم من أن المهمة صعبة جدًا إلا أن أمنا هاجر عليها السلام، أبت ألا تركن للموت، وذهبت تجري يمينًا ويسرة، وذهابًا وعودة، وهل ترى وليدها يبكي، ثم يكون الفرج من عند رب الفرج، بأن يخرج من تحت أقدام أبنها ماءً يظل يروي الناس حتى قيام الساعة.
اقرأ أيضا:
انفجار الماء.. من نبي الله موسي إلى محمد خاتم الأنبياءزوجات للأنبياء
احتلت المرأة المصرية عبر العصور، مكانة عظيمة جدًا، فكانت ملكة على عرش مصر ذات يوم، وبأصبع منها تتحرك الجيوش، وتتحكم في مصائر العباد والبلاد بمنتهى الحكمة والقدرة، لكنها أيضًا كانت زوجة لأبي الأنبياء كلهم وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن نسلها جاء إسماعيل ليكون من نسله خير البشر، محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل خرج من مصر امرأة أخرى يتزوجها النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي السيدة مارية القبطية رضي الله عنها، فتنجب له ولده إبراهيم، وتضع قدمًا للمصريين في بيت النبوة.. وأنه شرف لو تعلمون عظيم.