تخيل عزيزي المسلم، أننا نحن، برغم ضعفنا وقلة مكانتنا بحجم الصحابة الكرام، إلا أننا سنُسأل عن خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال عنا : (وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي .. فَمَاذا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟ ) كما ذكر في خطبة الوداع موجهًا الخطاب لأمته من أصحابه رضي الله عنهم ونحن من بعدهم ، وقد أجابوه وقتها ، قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات.. فماذا عنا؟.
علينا أن ندرك أولاً أن الشهادة بأنه صلى الله عليه وسلم، قد بلغ الرسالة تأتي من اتباع سنته، وتنفيذ أوامره، والبعد تمامًا عن نواهيه، فأين نحن من كل ذلك؟.
حق الطاعة
للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، علينا حق الطاعة، فمن منا بالفعل يطيع نبيه حق الطاعة، ويتبعه جل التبعية؟، نسينا أن طاعته عليه الصلاة والسلام إنما هي من طاعة الله عز وجل، قال تعالى يؤكد ذلك: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا» (النساء 80).
وفي آية أخرى يقول رب العزة سبحانه وتعالى مؤكدًا أهمية تتبع ما جاء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا» (الأحزاب 36)، وهو أيضًا ما أكده النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: «والذي نفسي بيده لو أن موسى بن عمران كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني».. وبالتالي من يعلم أنه يتبع ذلك فهو لاشك قال قولته الأكيدة فيه صلى الله عليه وسلم بأنه بلغ الشهادة، بينما من لم ينفذ ذلك، خسر الدارين الدنيا والآخرة لاشك.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينمخالفة الرسول
في المقابل من يخالف ما جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإنما هو في مشكلة كبيرة جدًا، فمن تعمد مخالفته، لاشك سيكون متوعدًا بالعقوبة، فإن طاعة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، طاعة لله تعالى، قال الله تعالى: « فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (النور:63).
وفي ذلك يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله»، أيضًا من أهم ما يوجب طاعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، هو إظهار محبته، فمن يحب أحدهم لاشك يطيعه في كل شيء.. فاسأل نفسك عزيزي المسلم، كم تحب رسول الله؟.. والإجابة مبنية لاشك على أداؤك لسنته.