أخبار

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

سورة في القرآن يكرهها الجن ولا يتواجد في بيت تقرأ فيه

سورة الأنعام .. نزولها أبهج رسول الله وفند حجج المشركين ولهذا حفها 70ألف ملك بالتسبيح

الحياء.. مفهومه وكيف نطبقه؟

دعاء الخوف من شخص أو عند التعرض لظلم

احذر هذا الشخص.. بماذا أوحى الله لنبيه داود عليه السلام؟

حتى تكون مع الذين "على هدى من ربهم".. ماذا تفعل؟

الله يحب أن تلح عليه في الدعاء فلا تمل منه حتى يستجيب لك

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها ضاعف الله له الخير وجنبه كل الشرور ..ما هي ؟

من القرآن والسنة.. أذكار وأدعية لرقية الطفل الصغير

كم "ناقــة" في حياتك!!

بقلم | محمد الخضيري | السبت 14 اغسطس 2021 - 01:10 م


تأثرت بتفاصيل قرأتها في قصة نبي الله "صالح عليه السلام" وهو من نسل سيدنا "نوح عليه السلام" والذي أرسل لقوم ثمود بعد أن زادت بينهم مظاهر التفاخر والغطرسة والإعجاب بالإنجازات والإبداع في شق الجبال وبناء القصور من داخل الجبل نفسه، وكانت ثمة مطالبات من النبي الجديد لترك هذه الأمور التي زادت عن حدها، فكان الرد الطبيعي من المتغطرسين بأنه لابد من آية حتى يؤمنوا وينفذوا ما طلبه منهم نبي الله صالح.

فجاءت لهم الآية من موضع "إعجابهم وفخرهم" حيث ظهرت تلك الناقة من الجبل، وهذا يعني بأن هؤلاء الذين يشقون الجبال ويحفرون فيها يدركون جيداً ما يعنيه ظهور دابة من قلب الصخور دون ولادة من أب وأم، كما أن الله نسبها لنفسه "هذه ناقة الله لكم"، وقد شق الجبل وخرجت كحجة ودليل على علم الله بطبيعة البيئة والعمل، ولكن هؤلاء المتعجرفين زاد سخطهم وبدأوا في نشر الشائعات بعدما أنتجت هذه الناقة "حليب" يكفي المئات من الرجال والنساء والأطفال.


أيقن بعض الناس خصوصية الناقة وأن لديها "صفات خاصة"، كما فهموا عظم الرسالة الربانية فآمنوا بعدما أمرهم "صالح" بألا يمسوها بسوء وأن يتركوها تأكل في أرض الله وإن حدث غير ذلك سيصيبهم عذاب لا يعلمه إلا الله، وهذا طلب طبيعي وبسيط جداً، ولكن نزعة التحدي والغطرسة والعناد من المخالفين على مدار التاريخ ظهرت جلية في (اجتماع التحدي لقادة الشر) من قوم ثمود واتفقوا أن يعقر أحدهم "ناقة الله"، ونفذ الجريمة أشقى القوم وهو رجل مخمور قتلها وهي نائمة، كمحاولة منهم لاختبار وعيد الله لهم، هؤلاء متغطرسون وجاهلون لا يدركون بأنه لا ينبغي لأحد أن يختبر قوة الخالق.

نفذوا جريمتهم وقال لهم صالح "تمتعوا في داركم ثلاثة أيامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوب"، وخرج بقومه، بينما شقت الجبال والقصور بصيحة من السماء سحقتهم سحقاً وأصبحوا في ديارهم جاثمين، وهي سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.

اقرأ أيضا:

انفجار الماء.. من نبي الله موسي إلى محمد خاتم الأنبياء

رغم المعاني الكثيرة في هذه القصة، إلا أن المغزى الحقيقي يكمن في وصف حياتنا الشخصية التي لا تخلو من "ناقة" لا ينبغي أن نقترب منها، ولا أعنيها اصطلاحاً بل كرمز في حياة الإنسان، وإني أرى أن الوالد والوالدة الكبار الذين لا يتمتعون بخدمتك أو الزوجة الضعيفة التي تستقوي عليها أو الأجير الذي يؤكل حقه أو الزميل الذي تدق له الأسافين وتخطط لاستفزازه وإرهاقه، أو الرئيس والمدير الذي لا يقابل الإساءة والسب الخفي أو الابن المغلوب على أمره ولا يمكنه التعبير عن رأيه.. كلهم مثل (ناقة) إن اقتربت منها بسوء زاد عذابك أو ساءت خاتمتك مثلما حدث مع قوم ثمود، فمسألة الغطرسة الممزوجة بالاستفزاز والظلم وأكل الحقوق مثل صخرة تكاد تقع على رأس صاحبها، لا ينبغي أن تكون الغيرة والحقد أداة لممارسة التكبر على الناس.

فإن هؤلاء الذين يمكنهم الله من منصب أو مال أو مؤسسة ثم يمارسون الغطرسة على "من لا حول له ولا قوة" لا تنتظر منهم خيرا ولو ظهر ذلك سيكون لغاية ما (فالكبر يطغى ويسيطر على القلوب)، فالمتغطرس لا نأخذه بالظاهر بل يجب البحث والتغلغل في تفاصيل قراراته والتدقيق في خطواته، أما المتواضع الكريم والطيب الرفيق فيمكن أن تتغافل ان اخطأ وعاد أو ارتكب مخالفة واعتذر، لا ينبغي لإنسان عاقل أن يخطط حتى يعقر أو يضر أو يستفز أو يفسد حياة الآخرين لغرض مصالح تأتي من هنا أو هناك، ولا ينبغي أن يستغل سلطته أو أدواته في ممارسة تصرفات مؤذية لمجرد عدم اعجابه بفلان وعلان أو نتاج غيرة وحقد من تفوق فلان أو حسن سيرة علان، لابد وأن نكتفي بكل الأشياء التي تأتينا ونحمد الله عليها ولا نعقر "الناقة" حتى لا تأخذنا الصيحة.

الكلمات المفتاحية

ناقة صالح تمتعوا في داركم ثلاثة أيامٍ ذلك وعدٌ غير مكذوب قصة صالح عليه السلام

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تأثرت بتفاصيل قرأتها في قصة نبي الله "صالح عليه السلام" وهو من نسل سيدنا "نوح عليه السلام" والذي أرسل لقوم ثمود بعد أن زادت بينهم مظاهر التفاخر والغطر