كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قبل أن يتولى الخلافة بمثابة مستشار سياسي لابن عمه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، والذي كان يعتمد عليه في كثير من الأمور، مع الوزير رجاء بن حيوة.
قصة مؤثرة:
لما احتضر أيوب بن الخليفة سليمان بن عبد الملك دخل عليه أبوه وهو يجود بنفسه، ومعه عمر بن عبد العزيز، وسعد بن عقبة، ورجاء بن حيوة، فخنقته الدموع، وقال: ما يملك العبد أن يسبق إلى قلبه الوجد، وليست منكم وحشة، وإني أجد في قلبي لوعة إن لم أسكنه بعبرة انصدعت كبدي كمدا وأسفا.
فقال عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين، الصبر أولى بك، فنظر إلى سعد ورجاء نظرة مستغيث، فقال له رجاء: يا أمير المؤمنين، افعل ما لم تأت الأمر المفرط، فقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على ابنه إبراهيم، قال «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب».
فبكى سليمان بكاء شديدا، ثم هدأت عبرته، وغسل وجهه، ثم مات أيوب.
ماذا قال عمر عن الصبر؟
1-روي أن عمر بن عبد العزيز، قال لسليمان بن عبد الملك: «يا أمير المؤمنين، بل الصبر، فإنه أقرب إلى الله وسيلة، وليس الجزع بمحي من مات، ولا براد ما فات».
فقال سليمان: صدقت، وبالله العصمة والتوفيق .
2- وقال سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز عند موت ابنه: أيصبر المؤمن حتى لا يجد لمصيبته ألما؟
قال: يا أمير المؤمنين، لا يستوي عندك ما تحب وما تكره، ولكن الصبر معول المؤمن .
3- وحكى الأصمعي قال: اشتد جزع سليمان بن عبد الملك على ابنه أيوب، وأتى إليه المعزون من الآفاق.
فقال رجل منهم: «إن امرأ حدث نفسه بالبقاء في الدنيا، ثم ظن أن المصائب لا تصيبه فيها لغير جيد الرأي».
4- وذكر عن شيخ، من قريش، قال: قام أحد الرجال إلى سليمان لما توفي ابنه أيوب فقال: يا أمير المؤمنين، إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول «من أحب البقاء فليوطن نفسه على المصائب».
5- وعزى أحد الوجهاء سليمان بن عبد الملك عن ابنه، فقال «آجرك الله يا أمير المؤمنين في الباقي، وبارك لك في الفاني».
6- وقد بكى سليمان عند موته وقال:
إن بني صغار** قد افلح من له كبار
فقال عمر بن عبد العزيز له: "قد أفلح المؤمنون" يا أمير المؤمنين.