لا يغتر أحد بعبادته، فإن هناك من أولياء الله الأخْفياء يوجد الكثيرون لا يعلمهم إلا الله، وبهم يرحم الله الآخرين، وينزل عليهم رحماته.
قصة عجيبة:
روى الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما :خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس فأوحى الله عز وجل إليه لا يستسقِ معك خطّاء.
فأخبرهم بذلك وقال : من كان من أهل الخطايا فليعتزل، فاعتزل الناس كلهم إلا رجلا مصابا بعينه اليمنى.
فقال له عيسى مالك لا تعتزل: فقال يا روح الله ما عصيت الله طرفة عين ولقد التفتّ فنظرت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها ولو نظرت إليها باليسرى قلعتها.
قال: فبكى عيسى حتى ابتلّت لحيته بدموعه ثم قال ادع فأنت أحق بالدعاء مني فإني معصوم بالوحي وأنت لم تعصم.
فتقدم الرجل فرفع يديه وقال : " اللهم إنك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن تخلقنا فلم يمنعك ذلك أن تخلقنا فكما خلقتنا وتكفلت بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدرارا.. فوالذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها وسقي الحاضر والباد.
اظهار أخبار متعلقة
سؤال وإجابة:
فإن قال قائل: هذا قد فعل معصية بقلع عين نفسه فكيف صارت طاعة يتوسل بها؟!
أنه إذا صح النقل عنه حمل على أنه كان ذلك في شرعهم جائزا فأما في شرعنا فذلك حرام.
عابد وامرأة:
1-نظر رجل من عباد بني إسرائيل إلى امرأة جميلة نظرة شهوة فعمد إلى عينيه فقلعها.
2- وروى أن زوجة عابد قالت لأحد أبنائها : رأيت أباك نزل ذات ليلة من فوق البيت بكوز به ماء بارد حتى صبّه ثم أخذ من الجب ماء حارا لا يشرب فقلت له بعد ذلك إني قد رأيت الذي صنعت فمم ذاك قال حانت مني نظرة مرة إلى امرأة فجعلت على نفسي ألا تذوق الماء البارد أيام الدنيا أنغص عليها الحياة.
3- وقال وهب بن منبه : كان في بني إسرائيل دير وكان فيه قوم عبّاد وكان لهم عيد يجتمعون فيه فخرجوا يوما في عيدهم فنظر رجل من العباد إلى جارية من بني إسرائيل متعبدة.
فلما رأته قد أحدّ النظر إليها قالت وهي لا توهمه أنه يريدها :سبحان الذي أضاء العيون فأبصرت وهي متعرضة إلى ما حرم عليها فخر الحبر لوجهه ساجدا وجعل يقول سيدي لا تسلبني بصري عقوبة منك لنظري فوعزتك لأبكين بعدها ما أطاقت البكاء عميت أم لم تعم فبكى حتى عمي.