ذكر الله تعالى في محكم آياته قصة : " "أصحاب الأيكة"، والأيكة: غيضة بعث الله عز وجل إليهم شعيبا، فكذبوه. " فأخذهم عذاب يوم الظلة" [الشعراء: 189] .
قصة عذابهم:
جاء في التفسير : أن الله عز وجل فتح عليهم بابا من أبواب جهنم، فغشيهم من حره ما لم يطيقوه، فتغوثوا بالماء.
فبينما هم كذلك، إذ رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة، فلما وجدوا بردها وطيبها تنادوا: عليكم بالظلة.
فأتوها يتغوثون فيها، وخرجوا من كل شيء كانوا فيه، فلما تكاملوا تحتها أطبقت عليهم بالعذاب، فذلك قوله تعالى: " فأخذهم عذاب يوم الظلة" إنه " كان عذاب يوم عظيم" [الشعراء: 189] "
قال: أرسلت عليهم سحابة تنضح عليهم النار "، وعن سفيان الثوري، قال: " كان يقال: شعيب خطيب الأنبياء صلى الله عليه وسلم ".
تفاصيل العذاب:
كان قوم شعيب يقبلون على الكدية فما فوقها، فكانوا إذ يصنعون ذلك عيشهم في شدة، حتى أصاب بعض ملوكهم دنيا، فعطّل فيه الحد، حتى تحابوا بالخمر نهارا جهارا في المجالس.
قال: فبسط الله عز وجل لهم في الرزق عند ذلك، حتى قال قائلهم: لو سعرناه كنا قد عطلناها منذ زمان.
فلما أراد الله عز وجل عقوبتهم بعث الله عليهم عز وجل حرا شديدا، فلم ينفعهم نبت ولا ظل ولا شيء.
فانطلقوا يريدون الروح والبرد، فدخل رجل منهم الظلة، فوجدها باردة، فنادى في الناس: البرد البرد.
فلما تناموا قذفها الله عز وجل عليهم بالعذاب، فذلك قوله تعالى: " فأخذهم عذاب يوم الظلة".
عن علقمة: " " فأخذهم عذاب يوم الظلة"، قال: أصابهم حر حتى أقلعهم من بيوتهم، فخرجوا، ورفعت لهم سحابة، فانطلق إليها من أراد الله عز وجل به الهلاك، فلما استظلوا بها أرسلت عليهم، فلم يفلت منهم أحد فذلك قوله تعالى: " فأخذهم عذاب يوم الظلة ".
وقال الحسن: " أصحاب الأيكة"، بسط الله عز وجل عليهم حرا سبعة أيام وسبع ليال، حتى لم ينتفعوا بظل بيت ولا برد. ثم دفعت لهم سحابة في البرية، فأتوها، فوجدوا تحتها الروح، فدعا بعضهم بعضا، حتى إذا اجتمعوا تحتها، شعلها عز وجل عليهم نارا.
وقيل : «كانوا كالأسراب؛ ليستتروا فيها، فإذا دخلوها وجدوها حرا من الظاهر، وكانت الظلة سحابة».
اقرأ أيضا:
انفجار الماء.. من نبي الله موسي إلى محمد خاتم الأنبياء