هناك الكثير من الأدعية النبوية المأثورة الجامعة التي تحتوي على الكثير من النعم والفضائل والاستعادة من الكثير من الشرور والخبائث، يدعو بها المسلم لينال خير الدنيا والآخرة.
ومن هذه الأدعية:
- ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. زاد مسلم: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء، دعا بها فيه.
وفي الصحيحين عبد الله بن عمرو، أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك مغفرة؛ إنك أنت الغفور الرحيم.
وعن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: رب أعني، ولا تعن علي، وانصرني، ولا تنصر علي، وامكر لي، ولا تمكر علي، واهدني، ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري. أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
فهذه الأدعية وما شابهها يمكن أن يدعو بها المسلم في الوقت القصير، مع الثناء على الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بحسب " إسلام ويب".
والثناء على الله تعالى دعاء في حد ذاته، وفيه تعرّض لنفحات الكريم الجواد، والمصلي على النبي صلى الله عليه يعطى مثل ما يعطى الداعي، ففي الحديث عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام، فقال: يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. قال: قلت: الربع، قال: ما شئت، فإن زدت، فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت، فإن زدت، فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين، قال: ما شئت، فإن زدت، فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها. قال: إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك. أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن. وقال الحاكم في المستدرك: حديث صحيح الإسناد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة: وقول السائل: أجعل لك من صلاتي؟ يعني من دعائي ... فيكون مقصود السائل: أي: يا رسول الله، إن لي دعاء أدعو به، أستجلب به الخير، وأستدفع به الشر، فكم أجعل لك من الدعاء؟ قال: "ما شئت"، فلما انتهى إلى قوله: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك. وفي الرواية الأخرى: إذن يكفيك الله ما أهمّك من أمر دنياك وآخرتك. وهذا غاية ما يدعو به الإنسان من جلب الخيرات، ودفع المضرات.
اقرأ أيضا:
فضل الصلاة على النبي .. وأفضل الصيغ في هذااقرأ أيضا:
تشكو الله إلى الناس ثم تطلب منه؟.. لا تحبط دعاءك