عندما يقع عليك الأذى من شخص في علاقة ما سواء كانت علاقة صداقة أو زمالة أو زواج، أو أخوة، أوغيرها، ويطلب منك أن تسامحه تجد صعوبة كبيرة، وربما ترى الأمر مستحيلًا.
إذ غالبًا ما تخلف الجروح النفسية بسبب العلاقات المؤذية، مشاعر الغضب، وربما المرارة، وفي بعض الأحيان "الانتقام"، لا خلاف حول هذا، ومن حق من تمت أذيته أن يشعر بهذه المشاعر وغيرها.
فما الذي يعنيه التسامح، وهل هو ممكن أم لا؟!
دائمًا ما يسارونا هذا السؤال، عندما نشعر بعد مشاعر الغضب والاستياء بعدم الراحة داخلنا، بدنيًا، وعاطفيًا، بفعل الضغينة التي تعتمل ونبقى أسرى الحجيرة، هل نسامح أم نرد الإساءة، أم نقطع العلاقة؟!
وبالطبع تختلف الاجابة بحسب درجة الأذى، وبحسب درجة القرب في العلاقة، ورصيد المؤذي، وتعمده الاذى من عدمه، إلا أن "المسامحة" تبقى عالقة.
والحقيقة أن لكل شيء ، ولكل اختيار في هذه الدنيا "أثمان"، ومن ثم لو اخترت عدم المسامحة ستدفع ثمنًا، ولو اخترت المسامحة ستدفع ثمنًا أيضًا!
والحل أن نتعرف على معنى "المسامحة" ، وثمن اختيارها من عدمه.
فالمسامحة تعني أن تتخلى عن الشعور بالاستياء والرغبة في الانتقام، وتوجه طاقتك ومشاعرك لما ينفعك، بمعنى أن تقلل التأثير الذار والسلبي للأذى على حياتك، بدون تبرير لتصرف المؤذي أو انكار لمسئوليته عما حدث من أذى، أنت تعي هذا كله، لكنك ستسامح من أجلك أنت لتحظي بالسلام الداخلي.
أما ثمن عدم المسامحة فهو الانتصار لـ "الإيجو"، مع البقاء في حالة عدم راحة بدنية وعاطفية.
وعلى العكس تمامًا سيكون ثمن المسامحة، شعور بالراحة النفسية والجسدية، والتمتع بصحة جيدة فلا ضغط مرتفع، ولا داء سكري، ولا اكتئاب، ولا جهاز مناعي متهشم بفعل التوتر والقلق والغضب والحزن، فضلًا عن الشعور بتقدير الذات، والشعور بالبهجة، والامتنان، وربما تنصلح العلاقة بمن آذاك وتتحول إلى علاقة صحية، وبذا تكون قد كسبت نفسك، وتكون "المسامحة" هي الأكثر أرباحًا.
والآن، هل ستسامح وفق هذا المفهوم؟
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟!