السعادة هي التي تجعلك تقفز من فرطها، ثم مع الوقت تجدها وقد ذهبت بلا رجعة دون أي سبب، لا تنتهي لأنه لم يعد هناك شيء جميل، ولا لأنك أصبحت إنسانًا كئيبًا، لكن ربما مع المواقف والأحداث تنضج مشاعرك.. وتتطور.. فيتطور شعور السعادة والفرحة فيصبح هو (الطمأنينة).. ربما الطمأنينة ليس بها لذة الاندفاع والبدايات لكنها فيها طعم الأمان والسكينة والسلام !
لكن أو تعلم أنه ليس هناك أي مقارنة بين السعادة والطمأنينة، لكن إن لم تدرك أو تستشعر معانيهما وإحساسك بهما والحكمة منهما ستتصور أنك وصلت لمرحلة أنك أصبحت لا تعرف كيف تفرح.. ولو لم تصل واكتفيت بلحظات فرحة تذهب بعد لحظات.. ستتعب أكثر لأنك غير فاهم ما الذي فيك.
مفهوم السعادة الحقيقية
ما فات هو المفهوم الحقيقي للسعادة، ويعني باختصار (الطمأنينة والسلام).. وهذا ما يفتقده الكثير من الناس للأسف، قد تجد من حولك كل مظاهر السعادة، وتسعى لها بسفر ، أو بهدية جديدة لأحدهم ممن تحبهما، أو بالتعرف على أناس جدد، وحياة جديدة.. قد تجدها بأي مخرج .. والحقيقة أنك ستظل كما أنت، أو ربما الفرحة ما هي إلا لحظات و تعود مرة أخرى .. فتيأس أكثر.
لكن لماذا يحدث كل ذلك؟..
لو بسطناها .. سنعتبر أن روحك كأنها يشاركها (برمجة) لمفاهيم وأصل المشاعر ، التي تستمدها من أسماء الله و صفاته ..
ومن أسماء الله .. (السلام ) وهذا هو المصدر المسئول عن الشعور بالسعادة التي تبحث عنها أنت كل الوقت دون سبب.. والسلام من السلامة في كل شئ .. سلام نفسي و جسدي و روحي .. وهو من أهم المشاعر على الإطلاق .. الشعور بالسلام !
الفرحة لابد لها من سلام
لا يجوز بالأساس أن تعيش فرحة ما دون أن تشعر بالسلام .. فمثلا تجد أن (الخوف) و (القلق) .. هما أكتر شعورين يدمرونك داخلياً ، بل ويصلون بك إلى الحزن والإحباط والاكتئاب .. حينها ستجد أن القليل من الأمور التي كانت تسعدك لن تشعر بها، لأنك بالأساس أسست نفسك من داخلها بمعاني السلام !..
وهذه الآية العظيمة بإدراكها ستوصلك المقصود بالسلام ، قال تعالى : «لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم»، فإياك أن تحزن على ما فات، ولا تسعد بما هو قادم، وبالتأكيد ليس المقصود هو الإفراط في الحزن، وإنما المقصود أنك ستعيش ( متزن ) وليس أمور الدنيا التي ستتحكم في حالتك كأنها (ساعة تحزنك وساعه تفرحك !).
لكنه الاتزان الذي هو أيضًا (السلام) .. هو منبت الشعور بالطمأنينة الكاملة .. فكيف تصل للسلام و الطمأنينة ؟.. وترى في الإجابة على هذا السؤال أن الله عز وجل قال: ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).. لذا إذن اذكر الله دائمًا بأفعالك .. بأقوالك .. بقلبك .. بعقلك .. ستكون النتيجة أن يكون بجانبك أينما كنت، قال تعالى: « وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ».
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى