مرحبًا يا عزيزتي..
لا أدري هل من الممكن أن أختصر الإجابة على سؤالك بأن "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"؟!
لا أعتقد أنه ممكن، ففقه هذه العبارة الرائعة، "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، غير حاضر لديك يا عزيزتي، إذ أن جلد الذات الذي أنت غارقة فيه، يشير لذلك.
تتعارض التوبة مع جلد الذات ومشاعر الذنب، فما جعل الله "التائب" من الذنب كـ "من لا ذنب له"، إلا ليبعده عن هذه المشاعر المعطلة، السلبية، التي ستغرقه في المعاناة بلا طائل، وليعلمه "قبول" ضعفه، ومحدوديته، واحتمالية وقوعه في الخطأ، وليذكره أن المهم في النهاية أن يتدارك أمره ويفيق ويقلع ويتوب بحق.
ما يحدث معك الآن يا عزيزتي بكل أسف هو استنزاف طاقتك، ومشاعرك، في اللطم، والبكاء ، والصراخ، والعويل، على "ماضي" انتهى، وتبت عنه، ففيم كل هذا؟!
ارفقي بنفسك يا عزيزتي، ولا تحكمي عليها بأنها الأسوأ، وملوثة، إلخ ما ذكرت، ولا تسيئ الظن بالله، وأنه سيعاقبك، و..و.. بل سيقبل توبتك إن شاء الله، وسيكون في عونك، يرشدك للخير والأصلح لك.
عزيزتي، ما سمى الله جل جلاله نفسه الغفور الرحيم، إلا لأن هناك عبادًا من عباده سيرتكبون الأخطاء الصغيرة والكبيرة في دنياهم وستفيق نفوسهم، وسيدركون خطأهم ، ويتداركون أمرهم ، ويتوبون إليه.
ما أدعوك إليه يا عزيزتي هو قبول ذاتك بضعفها وقوتها، فأنت بشر ككل البشر، وكل البنات، وكل النساء، وكل الرجال والشباب، ووجهي طاقتك وتفكيرك لنفسك والاستفادة وتعلم الدرس من هذا الألم والتجربة الموجعة، بدلًا من اجترارها، وتوبيخ النفس، فهذا الافراط في اللوم والتوبيخ والشعور بالذنب منهي عنه يا عزيزتي ومضر غاية الاضرار بك كما ذكرت لك سابقًا.
انتبهي لنفسك، أدوارك في الحياة، مهامك، عملك، طموحاتك، علاقاتك، إلخ.
ولو عجزت عن فعل هذا لنفسك بمفردك، فلا تتردي في طلب المساعدة المتخصصة للتخلص من هذا القلق، وهذه الوساوس، وهذا الاجترار المؤلم والمعطل لحياتك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟